إختلاف الثقافات

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٧ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
تم ترجمة هذا السؤال للعربية أنا فعلت المستحيل من أجل ابنتى الوحيدة . أنا أمريكى مصرى . تزوجت أمريكية ، وأنجبت ابنتى ، وخفت عليها من ثقافة امها ، وبعد نزاعات إنفصلنا . وتفرغت لرعاية ابنتى . تفوقت فى دراستها ، وعملت فى مركز محترم . أصرّت على أن تشترى شقة خاصة ، ووافقت ، وكان لا يفوت يوم من غير السؤال عليها وزيارتها . قللت من زياراتى لها لما احسست بضيقها . فوجئت بها تتصل لى بى وتخبرنى أن سيارتها فى المطار ، وأن مفتاح السيارة فى الشقة ، وعلىّ أن اذهب للشقة وآخذ المفتاح ، وأستعيد سيارتها . قلت لها اين أنت ؟ قالت فى رحلة للخارج ؟ فين ..مفيش إجابة . أسرعت لشقتها فوجدتها تقريبا خالية . استعدت سيارتها ، وظللت أتصل بها دون جدوى ، وبعدها جاءت لى صور زواجها فى مصر على شاب ، وعرفت انهما تعارفا عبر النّت ، وخوفا من أن أرفض لم تخبرنى ، وسافرت وتزوجته . أصابتنى حالة عصبية .اتصلت بمعارفى الكبار فى مصر فعلمت انه تزوجها لاجل استقدامه لامريكا ، وأنه ولد مش تمام ، ومن بيئة . قلت أسافر للقاهرة وأطلب من السفارة الأمريكية تتدخل .. قالوا لى طالما هى بالغة رشيدة و تجاوزت 18 سنة فهى حرة فى نفسها . أنا فى حالة صعبة . لو سمحت قل لى كلمة تخفف عنى .
آحمد صبحي منصور

1 ـ ما أقوله لك ليس تخفيفا عنك ، بل تعرية لك أمام نفسك .

2 ـ فى مصر المجتمع مؤسّس على الأسرة . الأسرة الصغيرة مترابطة ، وعلى صلة بأقاربها . وحتى مع هذا فلا تستطيع الأسرة ـ غالبا ـ منع البنت من الزواج ، إذا كانت رشيدة بالغة مستقلة . المجتمع الأمريكى مؤسس ليس على الأسرة بل على الفرد . والفرد ذكرا أو أُنثى طالما بلغ 18 عاما فهو حُرُّ ، وأمامه إختيارات يختارها بنفسه ، ويتحمل مسئولية إختياره ، ومنها الانفصال عن أهله ، والهجرة الى ولاية أخرى ، وأنه يملك جسده ، وأن من حقه دستوريا أن يبحث عن سعادته .

3 ـ مشكلتك أنك هاجرت من مصر تحمل ثقافتك المصرية ، عشت بها فى أمريكا ، لذا فشل زواجك من السيدة الأمريكية ، وبثقافتك المصرية فرضت نفسك على بنتك ، مع أنها مستقلة وموظفة ناجحة . إبتعدت عنك فى شقة فلاحقتها ، مستمرا فى فرض سيطرتك عليها . خنقتها بتدخلك فى شئونها ، فهربت منك كما هربت أمها منك من قبل .

4 ـ دعها تعش حياتها وتتحمل مسئولية اختيارها .

5 ـ  لو كنت مكانك لذهبت الى مصر لأهنئها بالزواج وأباركه . بهذا تستعيد بنتك ، وتحترم نفسك ..

اجمالي القراءات 1336