زوجة مظلومة

آحمد صبحي منصور في السبت ١٧ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هى زوجة طيبة ، وطيبتها جعلتها ضحية لزوجها ، وتربى أولادها على ابوهم وهو يهينها ويضربها ، فلم يحترموها . وهى من اقاربى ، قلت لها انها هى التى تظلم نفسها وان ربنا سيعاقبها على ظلمها لنفسها بالسكوت عن حقها وربنا يقول وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون . سمعت كلامى ودخلت فى بكاء ، وقال لى معقول ربنا يظلمنى كمان . أنا اتأثرت جدا بكلامها . وكتبت أسأل رأيك .
آحمد صبحي منصور

أولا : عموما

1 ـ الظلم حرام ، والله جل وعلا لا يريده : ( وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبَادِ (31) غافر ).

2 ـ الناس يظلم بعضهم بعضا ، أى يظلمون أنفسهم بأنفسهم . وهذا خارج شرع الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44) يونس ).

3 ـ أباح الله جل وعلا للمظلوم أن يجهر بالسوء من القول فيمن ظلمه. قال جل وعلا :  ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً (148)  ) النساء ).

4 ـ من حق المظلوم القصاص ، أى أن يرد السيئة بمثلها عدلا ، وله أن يعفو إحسانا وأجره على رب جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)  الشورى )

ثانيا :  

قاعدة : ما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون جاءت فى سياق :

1 ـ إهلاك الأمم السابقة الظالمة . قال جل وعلا :

1 / 1 : ( أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) التوبة ).

1 / 2 : ( فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) العنكبوت )

1 / 3 : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) الروم ).

1 / 4 : (  وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) هود )

2 ـ فى عذاب أهل النار . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ (76) الزحرف ).

ثالثا :

الاستثناء فى عقاب المظلوم الظالم لنفسه جاء فى موضعين :

1 ـ المستضعفون القادرون على الهجرة ولا يهاجرون راضين بالظلم . مصيرهم جهنم . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء )

2 ـ الذين يشهدون الظلم ولا يقاومونه مع قدرتهم على مواجهته . قال جل وعلا : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) الانفال ).

أخيرا

لا ينطبق هذا على حالة هذه الزوجة / الأم المظلومة .

الضرب آخر ملجأ لعلاج الزوجة الناشز ، وسنعرض لهذا بالتفصيل فى كتابنا الذى ننشره عن تشريعات المرأة ، ولنا حلقة فى قناتنا على اليوتوب فى هذا الموضوع  . ولمجرد التذكير يقول جل وعلا : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) النساء ). جاءت الجملة الأخيرة فى الآية تفيد النهى عن ظلم الزوجة غير الناشز ، بأى طريق.  وأذا كان عن الزوج فكيف بالأولاد مع الأم ؟ وقد أوصى الله جل وعلا بالوالدين إحسانا ؟  

اجمالي القراءات 1592