ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٣١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول ما معنى " نسوا الله فأنساهم أنفسهم" فى سورة الحشر : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (19) الحشر ) ؟ السؤال الثانى : هل كلمة ( الوبال ) تأنى فى القرآن الكريم تهديدا لنا ؟ السؤال الثالث : هل ممكن لمن يقاتل فى سبيل الله قتلا دفاعيا أن يدخل النار ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

الآية قبلها فيها الاجابة ، وهى قوله جل وعلا للمؤمنين  : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18).

تقوى الله جل وعلا تعنى أن تتذكر ربك جل وعلا وتتذكر يوم الحساب ، فتحاسب نفسك ، وتنظر ما أعددت ليوم لقاء الله جل وعلا والعرض عليه . أنت هنا لا تنسى الله جل وعلا ، لأن المتقى يخشع فى صلاته وهو يخاطب ربه جل وعلا ، ولأن المتقى لا يؤدى الصلاة فقط بحركاتها وفى مواقيتها بل هو يحافظ على صلاته ويقيمها فى سلوكه ، فإقامة الصلاة تعنى الابتعاد عن الفحشاء والمنكر ، قال جل وعلا : ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )  (45) العنكبوت ).

العاصى غافل عن ربه ، مستغرق فى دنياه فى صراعات لا تنتهى ، وهذا فى حدّ ذاته جزاء لعصيانه ، فقد نسى ربه جل وعلا فأنساه ربه جل وعلا نفسه ، وحين يفوق من غفلته سيجد ملائكة الموت تستخرج نفسه لتعود بها للبرزخ الذى جاءت منه . عندها يصرخ طالبا الرجوع فى الدنيا ، ولكن لا فائدة . قال جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)  ) ، وحذّر رب العزة جل وعلا المؤمنين اللاهين بأموالهم وأولادهم  من الغفلة ونسيان رب العزة . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)  المنافقون )

 

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ نعم . فالوبال : سوء العاقبة ، وبالتالى فهو تحذير من سوء عاقبة ما نرتكبه من أخطاء وخطايا . وجاءت كلمة وبال مرتبطة بأمر صاحبها ،  أى سوء فعله .

2 ـ تكرر هذا أربع مرات فى القرآن الحكيم .

3 ـ ثلاثة منها فى الوعظ والتحذير مما حدث للأمم السابقة الى ذاقت وبال أمرها هلاكا وعذابا فى الدنيا . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (15)  الحشر )

3 / 2 : ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) التغابن  )

3 / 3 : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً (9)  الطلاق )

4 ـ وواحدة للمؤمنين فى قوله جل وعلا لهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (95) المائدة)

إجابة السؤال الثالث :

نعم . إذا فرهاربا من المعركة . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمْ الأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) الأنفال )

اجمالي القراءات 845