ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٥ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول: ما هو الفرق بين الفعل ( غل/ يغلل ) بالغين المضمومة و الاسم ( غل ) بالغين المكسورة ؟ السؤال الثانى : حضرت جنازة لأول مرة فى أمريكا . وفوجئت ان الامام بعد الصلاة طلب من الحاضرين أن يشهدوا للميت بالايمان والصلاح والتقوى ، أن يرددوا بعد الدعاء له . فرددوا وراءه الدعاء ، وأنا لم أفعل لأنى أعرف من القرآن أنه ليس للانسان الا ما سعى ، وان سعى الانسان اكتمل تسجيله بموته ولا يفيده دعاء له أو دعاء عليه . السؤال الثالث : كنا نمزح انا وأخى فدعوت عليه اثناء الضحك ، فقال أبى ان هذا حرام فقلت انى لا أقصد الدعاء عليه بل مجرد هزار ، فقال انه حرام الدعاء بدون خشوع . طلبت منه الدليل من القرآن فقال انه لا يعرف ، ولكن يعرف إن الدعاء لا بد فيه من خشوع وان كان بلا خشوع فهو حرام . وطلب من أن أسألك منك التوضيح .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

الفرق واضح .

الفعل ( غلّ / يغلل  ) بالغين المضمومة يعنى الظلم . قال جل وعلا : ( وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) آل عمران )

الاسم ( غل) بكسر الغين تعنى البغضاء والحقد . أصحاب الجنة قال جل وعلا عنهم :

1 ـ ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) الاعراف )

2 ـ ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) الحجر).

والمؤمنون فى دعائهم يقولون : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) الحشر ).

إجابة السؤال الثانى :

أنت على صواب ، وأضيف إن الذين شهدوا له ليسوا شهداء على كل شىء ، فالله جل وعلا وحده هو الشهيد على كل شىء ، كما إن الممنوع على المؤمن أن يزكى نفسه أو أن يزكى غيره . قال جل وعلا :

1 ـ (  فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32)   النجم )

2 ـ (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50)  النساء )

إجابة السؤال الثالث :

ابوك على حق .

نحن نستسهل الدعاء ونقول ( يا رب ) فى المزاح ، ونقلد بعض الممثلين الفكاهيين فى هذا .

الدعاء عبادة مأمور بها من يستكبر عنها يكون من أصحاب الجحيم . قال جل وعلا  : (  وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر ) ، ولأنه عبادة فلا بد له من تشريع . والتشريع أن يكون تضرعا وبخفوت صوت ، وبدون خشوع يكون الدعاء تعديا على رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ (56)  الاعراف ).

اجمالي القراءات 1039