الالحاد فى ايران

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٠ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
يتحدثون عن انتشار الالحاد فى ايران وفى غيرها بسبب تسلط رجال الدين الشيعة الحاكمين وفسادهم . وارى ان الملحدين فى ايران على حق لأن الله لا يرضى بالظلم . وهؤلاء الآيات ورجال الدين يقولون للايرانيين انهم الجمهورية الاسلامية ، لذا جعلوا الناس يكفرون بالاسلام لأنهم يفهمون الاسلام هو الذى نشأوا عليه ولا يعرفون التطبيق له الا من خلال ما تفعله الجمهورية الاسلامية من عام 1979 . انا اعرف ان كلمة الحاد جاءت فى القرآن الكريم . فهل تعنى هذا الذى يحدث فى ايران ؟ أم يعنى إنكار وجود الله تعالى ؟ برجاء الاجابة لأنها مهمة لى ولأخوة ناقشونى فيها .
آحمد صبحي منصور

أولا :

عندما يسيطر دين أرضى على دولة وشعب يحكم بنفسه أو متحالفا مع المستبد يتضخّم الظلم والفساد لأنهم يجعلون فسادهم وظلمهم دينا ، ومن يعترض عليه يكون كافرا مهرطقا جزاؤه القتل . لذا ينتشر الكفر بهذا الدين ، ويحمل أحيانا إسم الالحاد . حدث هذا فى أوربا التى عانت من سيطرة الكنيسة والاستبداد وتحالفها ، وأدى ذلك الى محاكمات كنسية وشقاقات مذهبية وحروب أهلية ودينية ، وفى النهاية أسفر عن الشيوعية والتى جعلت الدين أفيون الشعوب ، وهم يقصدون بالطبع الدين الأرضى الذى عانوا منه . وانتهى الأمر بدول شيوعية وبتحرر أوربا والغرب من سيطرة الكنيسة ، وحظر تجولها فى ميدان السياسة والفكر ، وحصرها فى الأعمال الخيرية وتقليم أظافرها وخلع أنيابها . نهض الغرب وسار العالم خلفه ، وكان المحمديون على أهبة اللحاق بالنهضة الأوربية ، ولكن جاءتهم نكسة الوهابية التى أرجعت المحمديين السنيين الى مستنقع الدين الحنبلى السُّنّى أشد مذاهب السنة تخلفا ودموية . وبسبب العداء التاريخى بين السنة والشيعة ظهرت دولة دينية لدين التشيع فى ايران ، تريد السيطرة على دول المحمديين .

ثانيا :

واقعيا لا يوجد إلحاد بمعنى إنكار وجود الخالق جل وعلا . أعتى الملحدين لا يستطيع إنكار الله جل وعلا بقلبه ، وإذا وقع فى محنة شديد دعا ربه جل وعلا مخلصا له الدين . فرعون موسى عند الغرق أعلن إسلامه .

أخيرا :

مصطلح ( الالحاد ): ألحد / يلحد : يختلف معناه حسب حرف الجرّ الآتى بعده ، كالآتى :

1 ـ ( لحد / يلحد الى ) بمعنى الميل الى .. ومنه قوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) النحل ).

2 ـ ( لحد / يلحد فى ) بمعنى الطعن فى . ومنه قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف )

2 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) فصلت )

3 ـ ( مُلتحد ) من ( إلتحد الى ) أى إستجار ولجأ . ومنه قوله جل وعلا :

3 / 1 : ( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) الجن )

3 / 2 : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (27) الكهف ).

اجمالي القراءات 1246