الشيطان يعظ !!

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٦ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هناك تناقض بين آية فى سورة البقرة ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) هنا إمكانية التوبة بينما لا أمل فى هدايتهم وتوبتهم فى نفس سورة البقرة : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175 ) وفى سورة النحل ( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ) (37)). ما رأيك ؟
آحمد صبحي منصور

لا تناقض :

1 ـ الحق واضح مبين وبينات فى القرآن الكريم .

هناك بلايين الناس الذين هم بعيدون عن العمل فى الشأن الدينى لا شأن لهم بما سنقول . هناك أقلية من البشر تتخصّص فى الدين بحثا ودعوة ووعظا . العمل فى الشأن الدينى دراسة ووعظا لا مجال فيه للتوسط ولا للمناطق الرمادية . إمّا أن تعلن الحق صراحة وإما أن تكتمه أو تعلن بالباطل بديلا عنه . فى هذا الاختبار الشديد تجد الذى يتصدى للبحث القرآنى والعمل فى الشأن الدينى يكون واحدا من ثلاثة :

1 / 1 : صنف يعلن الحق ويصبر على الأذى . ومن يقومون بهذا عليهم التواصى بالحق والتواصى بالصبر كما جاء فى سورة العصر . الوصول للحق القرآنى ليس صعبا ، التمسك به وإعلانه هو الأصعب .

1 / 2 : صنف يعرف الحق القرآنى ، ولكن يكتمه خوفا على منصبه وماله وأولاده ونفسه . أى يتخذ موقفا محاديا ، يتجنب التعرض لما يثير السنيون والشيعة والصوفية ، ويتكلم كلاما عاما ، يجعل الكافرين تنطبق على كفار قريش وقوم نوح ومن جاء بعدهم . أى يجعل القرآن الكريم حالة تاريخية لا شأن لها بالواقع المُعاش . هذا الصنف المحايد ملعون إن لم يتُب ، ويعلن الحق . إن تاب وأعلن تاب الله جل وعلا عليه . هذا ينطبق عليه قول الله جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة )

1 / 3 : صنف يكتم الحق ويعلن الباطل ،فإذا إستشهدت له بآية قرآنية مبينة بينة جعلها عوجا ، يعاجز فى آيات الله جل وعلا . أو كما قال جل وعلا :

1 / 3 / 1 : ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) الاعراف )

1 / 3 / 2 :  ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51 )   الحج ).

هذا الصنف هو من أكابر المجرمين ، يستخدم عمله فى إضلال الناس ويأخذ على ذلك الأموال السُّحت . وهذا شأن الأغلبية الساحقة من أئمة الوعاظ والعاملين فى الشأن الدينى اليوم ، من صوفية وسنيين وشيعة ، هم أصحاب الهامات الضخمة والألقاب الفخمة ، إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم ، لكن إذا تعقلت كلامهم بصقت عليهم . هؤلاء هم خصوم لرب العزة جل وعلا ، الذى أنزل كتابا مبينا فقاموا بالصّد عنه وإضطهاد من يدعو للاصلاح به سلميا . هؤلاء ستتحول أموالهم الى نار يوم القيامة ، ولأنهم خصوم لرب العزة جل وعلا فإنه جل وعلا لن يكلمهم ولن يزكيهم ، وسيصبرون على العذاب صبرا عجيبا لا مثيل له . قال جل وعلا عنهم : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) البقرة ).

  2 : هذا الذى يحترف إضلال الناس وإكتسب بهذا منزلة وجاها وأموالا يستحيل أن يهتدى ، يستحيل أن يعلن رجوعه الى الحق ، لن يرحمه المستبد ولن يرحمه من خدعهم . يخاف من السجن والقتل . قال عنه رب العزة فى سورة النحل ( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ) (37)  

3 ـ إذا أردت أن تراهم فهم منتشرون كالوباء فى أجهزة الإعلام والسوشيال ميديا يجترُّون الأحاديث الشيطانية.

4 ـ هم أعداء الأنبياء وشياطين الانس . قال فيهم جل وعلا :

 4 / 1 : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) الأنعام )

4 2 : (  وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان ).

5 ـ إذا شاهدتهم يعظون قل باختصار : الشيطان يعظ .

اجمالي القراءات 1123