سؤالان

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٤ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قال جل وعلا من صفات عباد الرحمن : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) الفرقان ). أسأل سؤالين : 1 ـ هل يمكن أن يتوب الله على القاتل ؟ 2 ـ لماذا قال ( إلا بالحق ) عن جريمة القتل فقط ، ولم يقلها عن الزنا ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ من يتوب توبة نصوحا يقبل الله جل وعلا توبته مهما إرتكب من كبائر . وللتوبة المقبولة شروط : إرجاع الحقوق لاصحابها ، من ذلك دفع دية القتيل فى حالة القتل ، ثم العزم الصادق على عدم العود للكبائر ، والإكثار من الصالحات لتغطى أو ( تغفر / تكفّر ) عن السيئات . ( غفر / كفر ) بمعنى غطّى . بهذا تتبدّل سيئاته حسنات . المهم أن تكون التوبة الصادقة مبكرة لتتيح لصاحبها وقتا كافيا لعمل الصالحات . والله جل  وعلا يغفر للتائب طالما لم يدركه الموت وهو كافر أو عاص . قال جل وعلا ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18)  النساء )

2 ـ الزنا من أكبر الكبائر . وما يقرّب من الزنا هو حرام . قال جل وعلا ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) الاسراء  ) أى القُبلات واللمس والاستمناء كله حرام ، قال جل وعلا : (  قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7)  المؤمنون ) (  وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31)  المعارج ) .

 مقدمات الزنا من ( اللمم ) الذى يغفره الرحمن جل وعلا إذا إجتنب الانسان الكبائر . قال جل وعلا : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32)   النجم ). عمّن يجتنب الكبائر قال جل وعلا : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً (31)  النساء ) .

3 ـ الزنا ومقدماته وما يُقرّب منه حرام . أما القتل فليس كله حراما . فهناك القتل قصاصا ، وليس فى كل الأحوال ، فهناك تقديم الدية , قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)  البقرة ) . ويكون القصاص أيضا فى القتال الدفاعى . لذا يأتى الإستثناء فى موضوع القتل ، أن يكون بالحق . قال جل وعلا :

3 / 1 : ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ) (151)  الأنعام )

3 / 2 :( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ )  (33)  الاسراء )

3 / 3 : ( وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ )( الفرقان ).

والحق المقصود هو تشريع الرحمن فى القرآن . قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) (105)  الاسراء ).

ليس فى الاسلام قتل مُباح خارج القصاص ، سواء فى الجرائم أو فى القتال الدفاعى الموصوف بالقصاص ، قال جل وعلا : ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194)   البقرة ).

4 ـ عدا ذلك فإن الله جل وعلا توعّد من يقتل متعمدا شخصا بريئا ( لم يرتكب جريمة قتل / أى شخص مؤمن ) بالغضب واللعنة والخلود فى جهنم . قال جل وعلا : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) النساء ). فكيف بمن يقتل مئات الألوف وليس شخصا واحدا ؟ فكيف بمن يقتل مئات الألوف ويجعل ذلك جهادا وتشريعا إلاهيا ؟ هكذا فعل الخلفاء الفاسقون من أبى بكر الزنديق الى أبى بكر البغدادى الداعشى .

اجمالي القراءات 887