( إشتق ) أو ( إنشقّ)

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٣ - أكتوبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل يصح أن نقول عن التشيع والسنة والتصوف إنها ( مذاهب مشتقة من الاسلام ) ؟ لأن السائد أنها مذاهب وطوائف وفرق اسلامية ؟
آحمد صبحي منصور

أولا :

هذه ليست مذاهب بل هى أديان أرضية مكتملة بوحيها الشيطانى وكتبها المقدسة وآلهتها المقدسة ، ولهم معابدهم وقبورهم المقدسة . بالتالى ليست ( منبثقة أو مشتقة من الاسلام ) لأنها تناقض الاسلام . الوصف المناسب أنها ( منشقة ) عن الاسلام . ( منشقة ) أى فى شقاق وفى خلاف وتناقض مع الاسلام ، وفى شقاق وفى خلاف فيما بينها 

ثانيا :

البداية فى عدم تفضيل رسول على آخر ، وعدم التفريق بين الرسل ، ولكن الايمان بهم جميعا على قدم المساواة ، والايمان بكل الكتب الالهية . بدون ذلك يكون تأليه رسول ، ويتزايد تقديس آخرين . ويحدث الخلاف والشقاق بين من يقدس فلانا وفلانا . وهذا ما حدث بين المحمديين ، رفعوا محمدا فوق الأنبياء وجعلوه سيد المرسلين ، ثم اضافوا اليه آخرين واختلفوا وحدث بينهم شقاق ، ولا يزالون فى شقاق ، أنبأ به رب العزة جل وعلا من قبل ، قال جل وعلا لنا فى خطاب مباشر : ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة ) بعده قال جل وعلا عمّن يخرج عن هذا وأنهم سيصيرون الى شقاق وان الله جل وعلا سيتولى عقابهم : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة ) . وتكرر عدم التفريق بين الرسل فى قوله جل وعلا : ( ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة ).

ثالثا :

هم يدخلون على كتاب الله الحق بأهوائهم ينتقون منه ما يبتغون يخرجونه عن السياق ويتجاهلون آيات أخرى كى يجعلوا لهم مشروعية بالتلاعب بكتاب الله جل وعلا . ولكن يقول القرآن الكريم حُجّة وعلى شقاقهم . قال جل وعلا : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) البقرة ) .

رابعا :

وعن شقاقهم فيما بينهم قال جل وعلا :

1 ـ ( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) الحج )

2 ـ ( بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) ص )

3 ـ ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) فصلت ) .

خامسا :

1 ـ الرسول برىء من أولئك الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا . قال جل وعلا للرسول مقدما : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الأنعام )

2 ـ بل إنهم فى شقاق مع الرسول نفسه ، وهذا بمجرد أن يبتعد عن الهدى القرآنى ، قال جل وعلا فى حكم عام : ( وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115) النساء ).

أخيرا :

قال جل وعلا عن شدة عقابهم :

1 ـ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) الانفال ) .

2 ـ ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) الحشر )  

اجمالي القراءات 1141