ثورة نساء ايران

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٨ - سبتمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ثورة الايرانيين الحالية هى مزيج من التمرد السياسى والدينى لأن النظام الحالى ألبس ظلمه وجوره إسم الاسلام ، جعلوا الاكراه فى الدين اسلاما . هذا جعل الشباب الايرانى أكثر شباب المنطة نفورا من الدين . ما قولك ؟
آحمد صبحي منصور

 أقول :

1 ـ إستبدل الايرانيون نظام الشاه المستبد العلمانى الفاسد بدولة دينية أشدّ إستبدادا وفسادا . برغم قوته ووحشية جهازه الأمنى ( السافاك ) فلم تكن للشاه مرجعية يستند اليها . لم يكن من أسرة عريقة فى الحكم ، بل كان أبوه عسكريا متواضعا أوصلته الظروف لأن يكون ( الشاه ) الحاكم فى ظروف اقليمية ودولية بالغة التعقيد . ورث ابنه من بعده فكان أكثر طغيانا وفسادا من أبيه . تقدم الشيوعيون المقاومة ضد الشاه بسبب تبعيته للغرب ( إنجلترة ثم أمريكا ) ولكن المعارضة المؤثرة جاءت من أرباب الدين الشيعى ، ودين التشيع متغلغل فى المجتمع ، وله كهنوته ودرجاته وميزانيته التى يدفعها الايرانيون الشيعة عن طيب خاطر . بينما لم تكن للشيوعية جذور شعبية . تقدم الشيوعيون الصفوف وقامت الثورة ، وجنى ثمارها الخمينى ، واقام دولة دينية على رفات دولة طاغية علمانية . هذه الدولة تستمد مشروعيتها السياسية من دينها الشيعى . أخذت زخما فى البداية ثم فى الوسط بسبب الحرب الايرانية العراقية ، ثم توسع نفوذها بسبب ظروف اقليمية ودولية فتغلغل فى العراق وسوريا ولبنان واليمن . وهى ترفع ليس فقط لواء دينها الأرضى بل أيضا العداء لاسرائيل ( مع إنه لا حدود ولا حتى تخوم بينها وبين اسرائيل ) والعداء مع أمريكا . ودخلت فى إنتاج قنبلة نووية لتخيف جيرانها العرب . وقفت لها أمريكا والغرب واسرائيل ، وفرضوا عليها حصارا . فى جهدهم لزعامة المنطقة ونشر دينهم الشيعى خارج حدودهم إستغرقوا فى الفساد ، ونسوا تطلعات الايرانيين الى حياة أفضل ، وهم الذين كانوا يأملون فى تحسّن أوضاعهم فصارت أكثر سوءا من عصر الشاه الذى لم يكن صاحب مغامرات وأطماع خارج حدوده . جاء جيل من الشباب فى عصر الانترنت فعايش فقرا وتحكما وتزمتا وحجرا على الحرية الشخصية ، مع فجوة كبيرة بين الحكام ورجال الدين وبين من هم دونهم من الطبقة الوسطى والدنيا . فى العادة ، إن السلطة التى تقهر الرجال تدفع الرجال الى قهر النساء ، فدفعت المرأة الإيرانية نوعين من القهر ، هذا مع أن الدين الشيعى أكثر رعاية بالمرأة من الدين السنى الذكورى . كان لا بد من ( مخاض ) للثورة ، قامت وتقوم به الآن المرأة الايرانية . 

2 ـ بالنسبة للمستقبل فى ايران وجيرانها فى كوكب المحمديين : أعتقد أنه لا مستقبل لأى دولة دينية فى عصرنا . الانترنت يزيل القداسة لهذه الدولة ، أئمتها وشيوخها وأساطيرها وقادتها . قد يعقبها نظام عسكرى مستبد أو نظام علمانى فاشل ، ولكنه ضرورى فى تحول ديمقراطى يؤسس ثقافة الديمقراطية بين الناس من الأسرة والمدرسة الى العمل العام .  

3 ـ صبرا جميلا ، والله جل وعلا هو المستعان على ما تصفون . 

اجمالي القراءات 1949