المسح على الخفين

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٣ - سبتمبر - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
فى موضوع الطهارة فى كتاب ( تشريعات المرأة ) لم نقرأ رأيك فى المسح على الخفين في الوضوء ؟ وهل ينطبق هذا على الحذاء والجوارب ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ  المسح على الخفين من ابواب الفقه الذى أطلق على الغسل العادى للصلاة مصطلح (الوضوء ) . وكعادتهم فى الثرثرة كتبوا فيه كثيرا وإختلفوا فيه أكثر .  

2 ـ المذكور فى القرآن الكريم عن الغسل العادى للصلاة هو قوله تعالى (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ  ) (المائدة 6 ).

3 ـ حسب الفهم (اللغوى) للقرآن الكريم فإن كلمة (وَأَرْجُلَكُمْ ) جاءت منصوبة بالفتح ،أى معطوفة على كلمتى (وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ) خصوصا مع تحديد القدر المغسول من الرجلين (إِلَى الْكَعْبَينِ  ) و تحديد القدر المغسول من اليدين (إِلَى الْمَرَافِقِ ). وبالتالى فان المعنى هو :اغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم . أما المسح فهو خاص بالرأس أى الشعر (إذا كان موجودا )..

3 ـ وقد يكون من المشقة غسل الرجلين الى الكعبين ، بل قد يكون من المشقة العثور على الماء ، بل قد يكون من المشقة تأدية الصلاة العادية كأن تكون فى سيارة أو طائرة ،او فى صلاة الخوف ، وفى كل ذلك شرع الله تعالى تيسيرات مثل التيمم بدلا عن الغسل ، ومثل صلاة الخوف عند الحرب ( النساء  101 : 103) وفى أى ظروف أخرى لا يتمكن فيها المصلى  من أداء الصلاة العادية من ركوع وسجود وقيام ، عندها يصلى باى كيفية سائرا ماشيا أو راكبا ( البقرة  239).

4 ـ ولو رجعنا الى حكم المسح على الحذاء (أو الخفين ) بدلا من غسل القدمين فلدينا هنا أمر تشريعى ( وهو غسل القدمين الى الكعبين ) ولدينا مقصد تشريعى وهو التيسير ورفع الحرج والعنت والضرر. ومعلوم أن الأحكام التشريعية فى القرآن الكريم  ثلاث درجات :ألأمر ـ القاعدة ـ المقصد . فالأمر التشريعى يخضع للقاعدة التشريعية (إن وجدت ) والقاعدة التشريعية والأمر معا يخضعان للمقصد التشريعى. وعليه فان تطبيق الأمر التشريعى بغسل القدمين يخضع للمقصد التشريعى وهو رفع الحرج والتيسير .ولو قرأت الآية الكريمة كلها لوجدت التوضيح ، فبقيتها تقول : (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)( المائدة 6).

فهنا تخفيف وذكر للتيمم بديلا ، ثم يأتى المقصد التشريعى صريحا واضحا بقوله تعالى (مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ  ).

أى يجوز أن تمسح على الحذاء أو الجورب عند الضرورة بديلا عن غسل القدمين . 

اجمالي القراءات 2002