السائل والمتسوّل

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢١ - أغسطس - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل أعطى صدقة لكل متسول فى الطريق وهناك من يحترف التسول والشحاتة ويجنى الكثير وربما يكون أغنى منى . ؟
آحمد صبحي منصور

أولا : نبدأ بالتوقف مع ( السائل / السائلين ) ومعانيها القرآنية المختلفة :

1 ـ هناك من يسأل سؤالا عن شىء يريد الإجابة . قال جل وعلا :

1 / 1 : (  سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ  ) 1 ) المعارج  )

1 / 2 : (  لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ  ) 7 ) يوسف )

1 / 3 : ومنها ( يسألونك ) وتكررت كثيرا فى القرآن الكريم ، بذكر السؤال والاجابة الالهية عنه بما يؤكد أن النبى محمدا عليه السلام لم يكن حق الاجتهاد ، وأنه كان إذا سئل انتظر الاجابة من ربه عز وجل . وفصلنا هذا فى كتابنا ( القرآن وكفى ).

2 ـ السائلون بمعنى الباحثين عن أرزاقهم فيما خلق الله جل وعلا من موارد فى الأرض ، وجعلها حقا متاحا لكل من يسعى . قال جل وعلا : (  وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ  ) 10 ) فصلت ).

ثانيا : السائلون للصدقة :

1 ـ هناك مستحق للصدقة ويتعفّف عن سؤال الناس . قال جل وعلا فى الحث على النفقة عليهم :( لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ  )  273 ) البقرة ).

2 ـ فى موسم الحج حيث توزيع الهدى من لحوم الأضاحى ، هناك فقراء قانعون ، وهناك بؤساء ، وهناك من يتعرض للسؤال بإلحاح . ويجب إطعام الجميع . قال جل وعلا :

2 / 1 : (  وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) 36 ) الحج ). ( المعترّ ) هو الذى يسأل ، عكس القانع .

2 / 2 :(  لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) 28 ) الحج ). هنا الحث على إطعام الفقير البائس، سواء سأل أم لم يسأل .

3 ـ الحق المعلوم للسائلين فى الصدقة مرتبط بمستحقى الصدقة أنفسهم . وليس عشوائيا لكل متسول فى الطريق . قال جل وعلا :

3 / 1 : (  وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ( 24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ )  25 )  المعارج )

3 / 2 : (  وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ   ) 19 )  الذاريات  )

3 / 3 : ( لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ  ) 177 ) البقرة ).

4 ـ وفى كل الأحوال ، فإذا لقيت متسولا :

4 / 1 : يحرم أن تنهره . قال جل وعلا :(  وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ  ) 10 ) الضحى ).

4 / 1 : إذا توسمت فيه الفقر والحاجة والبؤس فعليك أن تعطيه ، حتى لو كان قليلا من المال. 

اجمالي القراءات 1703