استمتع بعضنا ببعض

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٦ - يونيو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) الانعام ) : ما معنى الاستكثار فى الاية ؟ وما هو نوع الاستمتاع بين الجن والانس؟ وهل حدث فى الماضى ام هى علاقة مستمرة الى ان تقوم الساعة ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ هذا عن الجن المضلين الذين يعملون مع الشياطين فى إضلال الانس . وسيكونون معا فى الجحيم ويأتى لهم الخطاب بأن الجن قد ( إستكثروا) من اضلال الانس ، وأكثر الناس ضالون مضلون بحيث لو أطاع النبى أكثر من فى الارض لأضلوه عن سبيل الله . هذا الاضلال هو استمتاع بعضهم ببعض فى الدنيا ، وسيظل هذا ساريا الى قيام الساعة ، ثم سيكون مصيرهم  فى الجحيم معا ، قال جل وعلا : (  وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) الانعام )

2 ـ هناك من الجن مسلمون ، وهناك كافرون ، ويلجأ الضالون من الانس بالاستعانة بالكافرين من الجن ، فيزدادون وقوعا فى المعاصى . جاء فى سورة الجن قول الجن المؤمنين بالقرآن الكريم : ( وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7))

3 ـ الرابط بينهم هو فى الوحى الشيطانى الذى يأتى من الشياطين عبر الجن فالانس ، وأعوان الشياطين من الانس والجن هم أعداء الأنبياء الذين نزل عليهم الوحى الالهى . وبينما انتهى الوحى الالهى نزولا بالقرآن الكريم فإن الوحى الشيطانى مستمر الى نهاية العالم ، ولهذا نجد ملايين الأحاديث الضالة لدى أصحاب الديانات الأرضية من مسيحيين ومحمديين وبوذيين  وبهائيين ..الخ . يذيعون الأحاديث الشيطانية فيستمتع بها الذين لا يؤمنون بالآخرة . قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام )

4 ـ ـ وبهذا   نفهم سورة الناس : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

اجمالي القراءات 2315