قريب ولئيم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٧ - مايو - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هو أحد أقرب الأقارب ، وعاش فى رعايتى ، وأصبح مثل أكبر ابنائى . وظل تحت رعايتى الى أن تزوج واستقل بأسرته . ومرت الأعوام وأصابتنى محنة شديدة كشفت لى حقيقة بعض الناس ، منهم من وقف الى جانبى بشهامة ، ومنهم من تخلّى عنى وكأنه لا يعرفنى . كنت أتوقع من الذى ربيته أن يكون الأسرع والأكثر مساعدة لى ، ولكن كان خسيس وحقير ، وكانت مبرراته فى تبرير عمله أكثر خسة وحقارة . وانتهت المحنة ، وبعد مدة عاد الينا يعتذر ويتأسف ويبعث لنا بمن يتوسط له عندنا . أنا لا أقبل رؤيته بعد الآن ، خصوصا عندما أتذكر كل ما فعلته له تطوعا طيلة كل هذه السنين . هل موقفى هذا يتعارض مع الأمر بايتاء حقوق الأقارب ؟ أنا أتذكر حقوق الأقارب ، وأخشى أن اكون عاصى إذا رفضت إعتذاره .
آحمد صبحي منصور

أولا :   كتبنا كثيرا فى حق ذوى القربى ، ويكفى قوله جل وعلا : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) الاسراء ) ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) الروم ).

ثانيا : أنت تتحدث عن واحد فقط من ذوى القربى ، والله جل وعلا امر بالاحسان وإيتاء حق كل ذوى القربى .. فهل أديت حقوق جميع ذوى قرباك أم هذا فقط ؟.

ثالثا : الأمر بالاحسان لذوى القربى هو للجميع . بمعنى أنه يجب عليك وعلى أقاربك الاحسان المتبادل ، حتى لو كنت غنيا وهم فقراء . والاحسان والحقوق ليس بالمال وحده ولكن بالكلمة الطيبة وحُسن التعامل والتراحم والترابط وقت الشدة . أنه تفاعل بالخير والعطاء ، وليس من طرف واحد هو الذى يعطى ، والطرف الآخر هو الذى يأخذ .

رابعا : فى تعاملك مع هذا القريب الجاحد أنت بين أمرين :

1 ـ الاعراض عنه ، وهذا مذكور فى قوله جل وعلا : (  وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28)  الاسراء )

2 ـ ردّ السيئة بالحسنة وهذا جاء أيضا فى قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ  ) (96) المؤمنون )   

2 / 2 : ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22) الرعد ).

خامسا : أرى أن تبتعد عنه ، لأنه لئيم ، ويسعى لمصلحته ، وقد أخذ منك أكثر ما يستحق ، ويكفيك هذا . وإذا كنت من المحسنين فهناك من يستحق أكثر منه . ويكفيه ما استفاده منك بلا استحقاق .

أخيرا : ليكن معلوما لك إنه سيلقى جزاء عقوقه وخسّته ، فمن يعمل سوءا يُجز به .

اجمالي القراءات 1997