عن التطرف العقيدى

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
رسالة خاصة إلى أخى الدكتور أحمد صبحى منصور سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخى العزيز/ أحمد بك أختلف معك واعذرنى لأنه لا مجاملة فى الحق. تقول سيادتك: (2 ـ يمكن أن نضع مفهوما لغويا للتطرف ماخوذ من أصله اللغوى ،أى الوصول الى نهاية طرف الشىء . أى الى 100 % منه .) هذا التعريف صحيح ماعد جزءه الأخير (أى إلى 100% منه) فغير منطقى، واسأل فى ذلك أهل المنطق وأهل الرياضيات. فإذا كان الوسط هو نقطة الصفر فيمتد الحبل فى ناحية إلى نهايته، إى إلى + 100% من هذا الطرف ويمتد فى ناحية إلى نهايته الأخرى، إلى إلى – 100% من الطرف الآخر - 100% _________________ صفر ___________________ + 100% لاإله_____________________ إله واحد ___________________ شرك لا كتاب __________________ القرآن ___________________ كتب متعددة إلحاد _________________ عبادة الله الواحد ___________________ شرك جبن ___________________ شجاعة ______________________ تهور شح ____________________ توسط ____________________ إسراف كذب (بالصمت) ____________ صدق ____________ كذب (بقول غير الحقيقة) تحريم الجنس _______________ الزواج _____________ الزنا وإطلاق الشهوات ولذلك فالصراط المستقيم يقع فى المنتصف أى فى نقطة الصفر، وعلى ناحية الأقدار الزائدة وعلى الناحية الأخرى الأقدار الناقصة. وطريقنا المستقيم وسط فى كل شىء، فليس فيه تطرف على الإطلاق فلا يُمكن أن يبدأ بالتطرف فى (لا إله إلا الله) ثم يسير فى الوسط وإلا كان طريقا مُعوجًا وهكذ، فديننا دين الوسطية يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}البقرة143 ويقول أيضا: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ }القلم28 أى من هو فى الوسط على الطريق المستقيم، وبذلك فهو أفضلهم أو خيرهم. وتقول سيادتك: (الخط المستقيم هو أقصر خط يصل بين نقطتين ، وبالتالى فالخط المستقيم لا يتعدد ، ولا يتسامح مع وجود خط مستقيم آخر معه ، وبالتالى أيضا فهو لا يقبل الشركة ، إما خط مستقيم وإما خط معوج ولا ثالث بينهما . وهذا معنى التطرف لأن الخط المستقيم احتل مكانه بنسبة مائة فى المائة ولا يسمح لآخر بالوجود معه.) هذا جميل ولكنى لا أفهم الجملة الأخيرة فكل خط آخر يحتل مكانه بنسبة مائة فى المائة ولا يسمح لآخر بالوجود معه، وإذن فجميع الخطوط متطرفة. فأنا وأنت لا يُمكن أن نحتل نفس المكان وفى نفس الزمان، فأنت فى مكانك تحتل حيزك الخاص بنسبة 100%، وأنا فى مكانى الخاص أحتل حيزى بنسبة 100%. إلا لو صرنا سائلين أو غازين أو شيئا غير مادى، وعند ذلك يُمكن أن نتداخل. وكذلك فقد نسبت التطرف إلى إهل القرآن ونسبت الاعتدال إلى أهل السنة. ولا يُوجد تطرف محمود، والاعتدال (بمعنى التوسط على الطريق المستقيم) محمود دائما ولا يكون أبدا مذموما. والكثيرون لن يقرأو المقال أو يُحاولو فهمه ولكن سيأخذون بالعنوان. ولفظ التطرف كما ذكرت سيادتكم لفظ غير قرآنى، واكتسب سُمعة سيئة فى العالم، ولا تحتاج الجماعة إلى من ينقدها ويتهمها بما ليس فيها. وقلت سيادتك: (بالنسبة لملاحظتك أقول : إن المقال مرتب منطقيا مع تعريفى للتطرف ، وهذا هو المطلوب فى المقال البحثى ،أن تكون النتائج متسقة مع المقدمات ، مع أهمية تحديد المصطلح .) فتعريف المصطلح كان خاطئا فى جزئه الأخير، ولذلك كانت المقدمة غير منطقية، ولا إله إلا الله صارت تطرفا. أخى العزيز أُكن لك احتراما عظيما كما كنت أحترم والدى (رحمه الله تعالى إن شاء) فقد وصلتم – كل بمفرده وبعقله وتدبره لآيات الله – إلى حقائق الإسلام الصحيح مثل: القرآن وكفى، ولا نسخ فى القرآن ولا حد للردة، ولا عذاب فى القبر، إلخ وأنت رمز لهذا الجيل من أهل القرآن، ولذلك يحز فى نفسى أن أجد أخطاء فى بعض كتاباتك لأنك تطرقت إلى مسائل بعيدة عن دراساتك واهتماماتك مثل عدم دوران القمر حول نفسه، أو أن الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول نفسها ودورانها حول الشمس (أيضا)، وبعض النظريات غير المثبتة فى كتاب الموت، بدون استشارة أهل العلم فى هذه الشئون. إن هذا يهز مصداقيتك وأنت رمز ورأس هذه الجماعة من أهل القرآن التى نرجوا لها الازدهار والانتشار. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزالدين محمد نجيب 1/7/2009
آحمد صبحي منصور
شكرا أخى الحبيب على اهتمامك ، ولهذا فاعلن احتياجى دائما للتصحيح ، ولست شيخا صوفيا يتلقى العلم اللدنى أو معصوما من الخطأ كأئمة السنة فى اعتقاد أتباعهم، ولست رمزا لأحد أو زعيما لأحد ، ومصداقية ما أكتب ـ إن وجدت ـ تنبع من بحثى عن الحق ، وقد أخطىء وقد أصيب ، ولكن يكفى أن أثير الانتباه وأزيل الغشاوة عن العقول النائمة لتتساءل ، وقدكتبت من ربع قرن أننا جيل الحوار ليكون أبناؤنا جيل الاختيار ، وتلك هى مهمتنا فى الحقيقة.
ولا أهتم إن تكاثر أتباع (القرآن وكفى ) أم إنفضوا من حولى ، فلا شأن لى بالزعامة و القيادة ، ولايمكن لأى باحث أن يكون قائدا أو زعيما ، غاية ما يتمناه أن يكون مدرسا ـ لو أفلح .. وهذا غاية ما أتمناه ،أن أكون مدرسا يتعلم من تلاميذه ويتعلم منه تلاميذه ، ويكونون جميعا تلاميذ أمام كتب الله .
أما عن الأخطاء العلمية فأنا أعترف بها ، وأكرر أن وظيفتى كباحث قرآنى أن ألفت نظر المتخصصين ليكتبوا فى الموضوع باقتدار من واقع تخصصهم ، وأرحب بأن أتعلم منهم.
اجمالي القراءات 10175