تحقيق الحلم مستحيل

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
تخرجت بتقدير جيد جدا وكان حقى التعيين معيد أو فى سلك النيابة ، وضيعوا أملى لأنى من ( بيئة ) يعنى أب عامل وام ربة منزل . واضطررت الى العمل فى مكتب محامى مشهور ، وبذلت كل جهدى فى العمل ، ولكن المحامى المشهور كان يستغل مجهودى ويعطينى أقل أجر حتى من الزملاء الذين عينهم بعدى . واقتصر عملى على تجهيز المذكرات والدفوعات دون حضور الجلسات لأن هناك من هم أكثر وجاهة منى . فكرت ترك المكتب وفتح مكتب لى فى الحى الشعبى الذى أعيش فيه . عرضت الأمر على شخص غنى فوافق واشترط شروطا مجحفة . ورضيت بها . وبدأت العمل ، ولم تكن لى خبرة بالتعامل فى أروقة المحاكم ودهاليز الفساد وتدخلات الأمن والاتصال بالمسئولين والقضاة ، وفشلت وخرجت من الشراكة وانا مديون ، وشريكى السابق ترفق بى فتنازل عن ديونى . اضطررت للعودة الى وظيفتى الأولى وانا ذليل ومحطم ، وتأكدت أن هذه الدنيا مليانة ظلم وفساد ، و مستحيل على انسان متفوق ونزيه أن يحقق فيها أحلامه . هل أنا مخطء . أرجو الا تتجاهل سؤالى لأنى فى حالة نفسية سيئة .
آحمد صبحي منصور

1 ـ لست وحدك . هناك فى مصر ملايين من الشباب المحبطين مثلك ، لأن مصر طاردة للكفاءات ، فالفساد هو العملة السائدة . الحل المتاح أمامك هو الهجرة . من الصعب أن تهاجر  الى الغرب ، ولكن لا بأس أن تحاول ، وأنت لا زلت فى شبابك وصحتك ، فلا تضيع عمرك فى بلد على كف عفريت .

2 ـ ولا بد أن تتذكر أن فى حياتنا الدنيا لا يمكن فيها أن تحقق كل أحلامك . هناك بليونيرات وأفلسوا ، وهناك فقراء وأثروا. والنجاح والفشل وارد حتى فى بلاد تسدوها الشفافية والحوكمة الرشيدة . لأن الابتلاء بالخير والشر قدر مكتوب ، وهناك حتميات أربع لا يمكن الهرب منها ، وهى ما يخص الميلاد والموت والمصائب والرزق . عليك أن تتقبلها وترضى بها مع العمل بقدر المستطاع متمسكا بالصدق والأمانة . 

3 ـ هى دنيا زائلة ، وأعمارنا فيها تتناقص باقترابنا من الموت ، المحدد وقته سلفا لكل منا .  مستحيل فى حياتنا الدنيا هذه أن نحقق كل ما نتمناه . ولكن نستطيع تحقيق آمالنا فى الآخرة ، بالخلود فى الجنة . ممكن أن تقرر دخول الجنة ويتحقق لك ذلك ، بالتقوى والايمان وعمل الصالحات . لوعشت حياتك متقيا فإن الله جل وعلا قد وعد المتقين بالجنة ، وهو جل وعلا لا يخلف وعده ولا ميعاده .

اجمالي القراءات 2677