أنلزمكموها

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٩ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما معنى ( أنلزمكموها ) فى قوله سبحانه وتعالى : ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) ؟
آحمد صبحي منصور

( أنلزمكوها ) تعنى عدم الإلزام والاكراه . فلا إكراه فى الدين . وقد جاءت كلمة( أنلزمكوها ) مرة وحيدة فى القرآن الكريم فى قصة نوح فى سورة هود . نقرأ هذا الجدل بين نوح وقومه :

1 ـ  ( فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27). يرونه بشرا مثلهم يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ، ولأنهم ( الملأ ) والأكابر فهم يستكثرون أن يتبعوا بشرا مثلهم ، واضافوا سببا آخر هو أن أتباعه من المستضعفين ، وهم يعتبرونهم أراذل . وبالتالى فهم ونوح ليسوا بأصحاب فضل بل كاذبون .

2 ـ ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) . ردّ نوح بأنهم اصابهم العمى فلا يرون الهدى وهو البينة الواضحة والرحمة من ربه جل وعلا ، وهو لن يلزمهم به .  

3 ـ ( وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (30) . و يقرر لهم إنه لا يطلب منهم أجرا . وقد تكرر هذا فى قصص الأنبياء ، ولكن الأجر هنا فى قصة نوح جاء وصفه بالمال . وهذا يعنى أن قوم نوح فى هذا العصر السحيق كانوا يتعاملون بالمال . كما أعلن لهم إنه لن يطرد المؤمنين المستضعفين ، بل يرى الملأ قوما يجهلون ، وسألهم : من يدفع عنه عقاب الله جل وعلا إن طرد أولئك المؤمنين .

4 ـ ( وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ (31). أى أنه لا يملك خزائن الله ولا يعلم الغيب ، ولا يزعم أنه ملك من الملائكة بل هو بشر ، وأنه لا يقول عن المستضعفين الذين يعتبرونهم أراذل أن الله جل وعلا لن يؤتيهم خيرا ، فالله جل وعلا هو الأعلم بسرائرهم . ولوقال هذا لكان ظالما .

5 ـ ( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (32) هود ) . فى النهاية عجزوا عن الرد وانهزموا فى الجدال فطلبوا من أن يأتيهم بعذاب الله إن كان صادقا . ونزل بهم الطوفان .

اجمالي القراءات 2382