مريد الدنيا فقط

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٨ - أبريل - ٢٠٢٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما معنى آية ( فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ (109) هود ) وما هو نصيبهم غير المنقوص ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ أى ليس للنبى أن يشك فى ضلال عبادة المشركين ، فهم يعبدون الثوابت التى وجدوا آباءهم عليها ،   وهى عادة سيئة فى كل مجتمع مشرك ، وفى هذا قال جل وعلا : (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف  ). وفى مواجهتى للكفرة من الشيوخ فى جامعة الأزهر كانوا يقولون عنى : ( إننى أخرج على مألوف الأزهر ) . وهو نفس تعبير مشركى العرب : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170) قال جل وعلا بعدها : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171) البقرة )

2 ـ أما نصيبهم غير المنقوص فهو يعنى أنهم يكفرون بالآخرة ولا يعملون للجنة . قد يكون منهم من يفعل الخيرات والصالحات مع تمسكه بالشرك ، وهذا يكافئه الله جل وعلا فى الدنيا ، ثم مصيره فى النار يوم القيامة ، قال جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ).

3 ـ دخول الجنة يستلزم الجمع بين الايمان الصحيح وعمل الصالحات ، وهذه هى التقوى ، ولا يدخل الجنة إلا المتقون . سيأتى المشرك بأعمال خير ، ولكن يحبط الله جل وعلا عمله الصالح فيهوى فى جهنم . قال جل وعلا : (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (23) الفرقان ) وقال جل وعلا للنبى محمد ومن قبله من النبيين عليهم السلام : (  وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65)  الزمر )  وقد تكرر قوله جل وعلا : ( وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج ( الانفال 51 ) ، ونفس المعنى فى ( الكهف 49 ) و ( ق 29 ).

اجمالي القراءات 1907