ابن عاق

آحمد صبحي منصور في السبت ٢١ - نوفمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
مشكلتى مع ابنى الوحيد وعمره خمسة وتلاتين سنة . أنا بدأت من الصفر وعرفت الشقا من ايام الابتدائى ، أطلع من المدرسة أروح اشتغل فى المخبز ، ومن المخبر اشتغلت فى مطعم وفى النهاية تخرجت كل ده وانا باصرف على نفسى لأنى كنت يتيم وفقير وبيتنا على قد الحال . بعد التخرج جات لى فرصة واشتغلت فى الخليج وبقيت اعمل بايدى واسنانى ، وتجوزت واحدة من طبقة غنية ، ورجعت مصر بقرشين كويسين وعملت مشروعى وكبرته ويقت شركة محترمة . فى كل ده سبت ابنى لامراتى تربيه ، وكنت سعيد بانه حياتها ، وسعيد بانه يبتمتع بكل حاجة انا كنت محروم منها فى صغرى . ولكن اكتشفت انه بايظ وخايب فى المدرسة ، وبيسقط مع كل الدروس اللى بيخادها والفلوس الرشاوى اللى امه بتدفعها عشان ينجح بالغش ، وفى الآخر ما عرفش يكمل جامعة وقال لامه انه عايز يبقى صاحب مشروع زى ابوه ، قلت له اشتغل عندى ورفض ، وانا رفضت أعمل له مشروع ، ساب البيت وامه اتجننت لغاية ما رجعته ، وعملت مكتبة من ميراثها وفشل المشروع ، وقعد فى البيت يشرب ويلعب فى الانترنت ويصاخب بنات ، أمه قالت يتجوز يمكن ينصلح حاله مفيش واحدة من الوسط بتاع امه رضيت تتجوزه . انا زهقت منه ومن أمه ، وقلت ان هى اللى افسدته وقالت لى ان انا اللى اهملت تربيته عشان عايش فى شغلى وبس . الولد قلّ أدبه علىّ فطردته وقلت لأمه إما أنا وإما هو . اذا جابته البيت حاسيب لها وله البيت ، وقلت لها هو يقه راجل من عرين سنة ويقدر يعتمد على نفسه ، ومش عايز أنغّص حياتى بسبب ابن فاشل ومفيش منه فايدة . تمسكت بابنها فسبت لهم البيت وعملت لها مصروف شهرى. الولد بقى ياخد منها المصرون ويسىء معاملتها وجت تشكيه لى وترجونى ارجع البيت ، تمسكت بطرده من البيت للشارع . رفضت . فى الحقيقة هى صعبانة علىّ صحتها تدهورت وانا كمان تعبان وانا بعيد عنها بس الولد ده حيجيب اجلنا انا وامه . أعمل ايه يا دكتور ، اسمع كلام مراتى وارجع واستحمل الولد ولّا اركب دماغى و ابعد عنهم . لنها متمسكة بالولد وما تقدرش تبعد عنه .
آحمد صبحي منصور

1 ـ مشكلتك ليس فقط مع ابنك ، بل مع زوجتك ام ابنك أيضا ، وأنت السبب الأصلى فى المشكلة ، أهملت زوجتك فأصبح ابنها هو كل حياتها والذى تملأ به حياتها ، فعاش مدللا كل طلباته أوامر مجابة ، عكس ما كنت أنت عليه وانت فى عمره . وأيضا انت أغدقت عليه كنوع من أنواع التعويض عن انشغالك عنه ، فى النهاية هذا الولد السىء العاق هو العقاب لك ولأمه . واضح انه يبتزّ عواطف أمّه ، وواضح ضعف أمّه نحوه ، وواضح انه لا سبيل لاصلاحه وهو معكما .

2 ـ لا بد من قرار حازم لمصلحته وهو طرده من البيت وتركه يلقى نصيبه من المعاناة ، يعرف الجوع والتشرّد . مصيره إما ان ينصلح حاله وإما يدخل السجن . وفى كل الأحوال ستعلمه الأيام ما فشلتما فى تعليمه . وهذا يتطلب منك أن تقنع زوجتك بأن تقف الى جانبك فى هذا . إن لم تقتنع فدعها تواجه مشكلتها مع ابنها لوحدها. 

اجمالي القراءات 1993