المظلوم الظالم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٠ - نوفمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل ممكن أن يكون المظلوم ظالم ؟
آحمد صبحي منصور

نعم . ونعطى أمثلة :

أولا : من القرآن الكريم

1 ـ هناك مظلوم مستضعف في الأرض ، وتجب عليه الهجرة ، وهو قادر عليها ولكن يرفض ، اى يرضى أن يكون مظلوما من أصحاب الجاه. هذا يكون ظالما لنفسه ومستحقا للجحيم ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء )

2 ـ هناك من يجب عليه القتال لأنه تعرض للطرد ، وهو مستعد للقتال و قد تجهّز له ، ثم تقاعس عنه ، حدث هذا

2 / 1 :مع بنى إسرائيل من بعد موسى عليه السلام . قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) البقرة )

2 / 2 : مع بعض الصحابة مع النبى محمد عليه السلام ، فقال لهم رب العزة جل وعلا مؤنبا ومحذرا ومهددا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة  )

3 ـ هناك الكافرون الذين أهلكهم رب العزة ، قال جل وعلا عنهم : ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) هود  )

4 ـ ثم الكافرون وهم في الجحيم . قال جل وعلا عنهم : ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ (76) الزخرف ).

أخيرا : من الحياة العملية :  

 1 ـ  في دولة المستبد يتظالم المجتمع بعضه بعضا ، القوى يظلم الضعيف ، والضعيف يظلم من هو أضعف منه ،   الرجل يظلم المرأة ، و الزوج يقهر الزوجة ، والأخ الأكبر يظلم إخوته الصغار ، والموظف في الحكومة يظلم الناس ، وحين تكون لديه مصلحة عند موظف آخر يتعرض هو للظلم من الموظف الآخر .

2 ـ  في دولة المستبد يكون ظلم الناس بعضهم بعضا ثقافة وعادة لا تستوجب الإنكار .

3 ـ في دولة المستبد تكون وظيفة القضاء هي ظلم الناس ، ويكون دُعاة الحق في السجون أو في المنفى ،

اجمالي القراءات 1592