الغيظ

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢١ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل يجوز للمؤمن أن يغتاظ من الناس ؟
آحمد صبحي منصور

هذا سؤال يجعلنا نتعرض لمصطلح ( غيظ  ) في القرآن الكريم .

المؤمنون والغيظ  من العدوان الحربى

1 ـ تعرض المؤمنون في أواخر حياة النبى الى إعتداء ونكث للعهد من بعض القرشيين . أوجب الله جل وعلا على المؤمنين قتال أولئك المعتدين إن لم يتوبوا بعد مهلة أربعة أشهر ( هي الأشهر الحُرُم ) . وقال جل وعلا : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) التوبة )

2 ـ أما في الأحوال العادية فالمؤمن التّقى يكظم غيظه ويعفو . قال جل وعلا : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران )

الكافرون والغيظ

1 ـ المنافقون كانوا يحقدون على المؤمنين مع أن المؤمنين كانوا يحبونهم . قال جل وعلا : ( هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) آل عمران )

2 ـ كان الكافرون في ( غيظ ) من القتال الدفاعى للمؤمنين ، قال جل وعلا : (مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120) التوبة )

 

3 ـ وكانوا ينتظرون ألّا ينصر الله جل وعلا رسوله ، فقال جل وعلا : (  مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) الحج )

4 ـ وعن خيبة الأحزاب ورجوعهم بغيظهم ، قال جل وعلا :( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25)  الأحزاب )

5 ـ إحتكر فرعون موسى السُّلطة والثروة ، واضطهد بنى إسرائيل واعتبر نفسه فوقهم قاهرا لهم ،ومع ذلك كان مغتاظا منهم ، لأن المستبد لا يطيق أي نوع من المعارضة حتى لو كانت أقلية ومكتومة الصوت. قال فرعون عن بنى إسرائيل : ( إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) الشعراء ). وفراعنة عصرنا يغتاظون من أي نقد ، ويجعلونه جريمة يعاقبون من ينتقد وأهله ، ولو كان المعارض في الخارج يأخذون أهله رهائن ويضعونهم في السجون بتهم ملفقة.

وهؤلاء سيعانون من :

  غيظ جهنم من أصحاب جهنم . قال جل وعلا :

1 ـ (  وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) الملك )

2 ـ (  بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12)  الفرقان ) 

اجمالي القراءات 1940