بين العدل والاحسان

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٩ - أكتوبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لنفترض أن شخصا إعتدى علىّ وضربنى فضربته بالمثل فعاد وضربنى . هل يجوز أن أرد عليه أيضا بالمثل ؟
آحمد صبحي منصور

نعم . ولكن هذا يحتاج تفصيلا :

1 ـ الأصل هو العدل ، أي السيئة بمثلها قصاصا ، ثم يعلو العدل درجة عظمى وهى الإحسان أي العفو عند المقدرة والصبر . قال جل وعلا : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) النحل )

2 ـ لو أخذت حقك قصاصا فاعتدى خصمك عليك ثانيا فلك الحق أن ترد قصاصا . والله جل وعلا ينصرك على من بغى عليك ، قال جل وعلا : ( ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) الحج )

3 ـ أن تنتصر لنفسك بالعدل قصاصا بعد ظلم تعرضت له هذا حق لك . قال جل وعلا في صفات المؤمنين ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) الشعراء ).

4 ـ كل هذا جاء تفصيلا في قوله جل وعلا  في صفات المؤمنين : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (43) الشورى )

اجمالي القراءات 1733