تزكية النفس أو الغير

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٤ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما معنى ان لا نزكي انفسنا على الله ، هل يعني اننا لا نستطيع وصف فلان من الناس بالصلاح والتقوى والعفة والكرم والشجاعه !! ام لا نستطيع قول فلان في الجنة او فلان في النار
آحمد صبحي منصور

أولا :

تزكية النفس أو الغير ممنوعة . وهى تعنى أن يزعم أحدهم أو بعضهم أنه ( ولى الله ) وأن الله جل وعلا إختاره واصطفاه ، وأنه من أهل الجنة وأهل التقوى . فعل هذا بعض أهل الكتاب فقال الله جل وعلا لهم :

1 ـ ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) البقرة )

2 ـ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) الجمعة )

3 ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (49) انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (50) النساء )

4 ـ ويفعل هذا الكهنوت ( رجال الدين ) ولذا قال جل وعلا للمؤمنين : ( فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم ) .

5 ـ واتباع الكهنوت يؤلهون البشر ولا يكتفون بتزكيتهم بالتقوى والجنة . هذا أفظع أنواع التزكية.

6 ـ لا يدخل في التزكية أن تصف إنسانا بالشجاعة أو الكرم ، طالما لا تزكيه على الله ، بمعنى أن تقول هذا بعلمك القاصر وتعاملك معه حسب الظاهر . أما السرائر وغيب القلوب فلا تُقحم نفسك فيها . والتقوى من غيب القلوب ، والله جل وعلا هو الأعلم بمن إتّقى.

ثانيا :

1 ـ الله جل وعلا أنزل صفات أهل النار ، من الكفر القلبى ( العلمى : إتّخاذ أحاديث شيطانية ) ( والعملى : عبادة البشر والحجر ) والكفر السلوكى بالاعتداء والظلم والإكراه في الدين .

2 ـ  على دُعاة الحق وعظ من يقع في هذا بدخول جهنم ، وعليهم وصف أئمة الأديان الأرضية بالكفر والتحذير من أساطيرهم . وهذا ما نفعله مثلا مع الخلفاء الفاسقين والبخارى والكلينى وابى حامد الغزالى .. نحن نحكم عليهم بأفعالهم وبما كتبوه ، نعرضه على القرآن ، ونعطى الحكم طبقا للقرآن . هذا مهم جدا لأن هذه الشخصيات تحولت الى آلهة ، ينشر الكهنوت تقديسها ، ومن يعترض أو ينتقد يتهمونه بالكفر لأن دينهم الأرضى يتمحور حول هذه الشخصيات وتلك الأسفار أو الكتب والأحاديث الشيطانية وشرائعها الشيطانية .

أخيرا :

التفاصيل في كتابنا عن التصوف والحياة الدينية في مصر المملوكية . 

اجمالي القراءات 2269