الفرج والفروج

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٣ - يوليو - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أشعر بالتحرج عندما أقرا فى القرآن الكريم وصف الأعضاء التناسلية بالفرج والفروج . خصوصا مع كثرة ما يقوله السلفيون المغرمون بالنصف الأسفل من المرأة . وفى نقاش لى مع بعضهم أخذ يذكر الآيات التى فيها كلمة الفرج والفروج فلم أستطع الرد عليه . ما رأيك يا شيخنا ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ ليس في القرآن الكريم مصطلح ( الفرج ) بفتح الفاء وفتح الراء . وهو يعنى إنكشاف الغم كقولهم ( ربنا يفرجها ) وكقول الشاعر :

ورب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا          وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكت حلقاتها      فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج .

وإسم ( فرج ) منتشر في مصر ، ومنه صديقنا الراحل د فرج فودة .

2 ـ يأتي في القرآن الكريم ( فرج ) بفتح الفاء وسكون الراء . والجمع ( فروج ) .

ويعنى الشق او الثغرة بين شيئين . وقد خلق الله جل وعلا الكون باحكام وبلا تفاوت أو ثغرات قال جل وعلا : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)  المُلك ) . وبمعنى آخر فليس فيها ( فروج ) أي شقوق او ثغرات . قال جل وعلا : ( أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ ﴿ق: ٦﴾. وبقيام الساعة سينهار هذا النظام ، قال جل وعلا عن تدمير الكون (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ﴿المرسلات: ٩﴾

3 ـ الشائع أن ( الفرج ) للبشر هو العضو التناسلى للرجل وللمرأة . وهذا خطأ ، فالفرج أو الفروج يأتي عن الذكر والأنثى  معا، ينطبق هذا على العضو التناسلى للأنثى فهو شقُّ بين الساقين ، ولكن العضو التناسلى للرجل ليس كذلك .

4 ـ ونتتبع مصطلح ( فرج / فروج ) كالآتى :

4 / 1 : بمعنى الرحم للأنثى . قال جل وعلا عن مريم وابنها :  

4 / 1 / 1 : ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿الأنبياء: ٩١﴾

4 / 1 / 2 : ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴿التحريم: ١٢﴾

4 / 2 : بمعنى العفّة للرجل والمرأة . قال جل وعلا :

4 / 2 / 1 : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿المؤمنون: ٥﴾( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿المعارج: ٢٩﴾

4 / 2 / 2 : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿النور: ٣٠﴾

4 / 2 / 3 : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ   ﴿النور: ٣١﴾

4 / 3 / 4 : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿الأحزاب: ٣٥﴾

اجمالي القراءات 2001