ليس للانسان سوى سعيه

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٧ - أبريل - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
في مقال لكم منشور في الموقع بعنوان ( فقه التحريم في تشريع القران الكريم ) والذي سارفق لكم الرابط اسفل التعليق ورد لكم ردا على بعض اعضاء الموقع انذاك واقتطع من جوابكم في التعليق رقم 19 تحديدا مايلي :- و أقول للاستاذ شريف صادق نفس ما قاله ( لك ما تؤمن به ولى ما أؤمن به .. ولنا ميعاد يوم الدين للفصل بيننا) وأزيد الاتى : 1 ـ موضوع أن شهادة الاسلام هى واحدة وأن من يجعلها اثنتين فقد كفر .. سيأتى التفصيل فيه فى بحث خاص عن التفضيل والتفريق بين الرسل . وهو بحث مدعّم بالآيات القرآنية . ومن الخطأ التعجل بالرد قبل نشر البحث .. وهى عادة أن يستبق بعض الناس الهجوم قبل القراءة . 2 ـ ولقد قلت أن هذا يخص معنى الاسلام العقيدى و الكفر العقيدى و ليس المعنى السلوكى . وأقول أنه شأن متعلق بالآخرة ، ويتطلب ايمانا حقيقيا باليوم الاخر يجعل الكاتب المؤمن يجهز حجته مقدما قبل أن يلقى الله عز وجل .. 3 ـ كعالم مسلم متخصص فان مهمتى غاية فى الصعوبة والحساسية . فلو اشتريت بآيات الله جل وعلا ثمنا قليلا فسأكون أكبر خصم لله تعالى يوم القيامة ، (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) ( البقرة 174 ـ ) وسأحمل يوم القيامة أوزار الذين يقعون فى الضلال بسببى (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) ( النحل 25) انتهى والذي يخصني من المذكور الفقرة 3 ومفهوم كلامك انك تحمل اوزار من يعقون في الضلال بسببك وفي المقابل ممكن ان ينالك الاجر ان اهتدوا بسببك . وهنا يتبادر الى ذهني سؤال محدد ان فعلت انا في الدنيا عملا طيبا وبقي هذا العمل من بعد موتي للناس ينتفعون منه فهل يحصل لي اجرا بكل منتفع ويبقى هذا الامر مستمرا بعد موتي خصوصا انك سبق ان اجبت ان الثواب او الدعاء من الاحياء للاموات لايصل للموتى لان كتاب اعمالهم اقفل . فكما لايصل الثواب من الاحياء للاموات ايظا لايصل الوزر ممن يعمل بفتاويك المضله ( مثلا) اليك بعد موتك ارجو الاجابة وشكرا مقدما لسعة صدركم والرد على الاخرين بكل حيادية وعلمية وعليكم السلام
آحمد صبحي منصور

1 ـ سبقت الإجابة على هذا السؤال في الفتاوى .

2 ـ لو أنا أفتيت  ( مثلا ) فتوى إرهابية وأطاعها شخص فقام بعمل إرهابى فأنا شريك له . هذا وأنا وهو أحياء . فقد أضللته ، وأتحمل الوزر معه . قال جل وعلا : (   لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) النحل ). هنا المسئولية شخصية في حياتى وفى حياته . وكتاب عملى لا يزال مفتوحا ، وأيضا كتاب عمله . لاحظ إستعمال صيغة المضارع في ( يضلونهم ). ولاحظ كلمة ( من ) في ( ومن الذين يضلونهم ) أي أتحمل المسئولية في التحريض في حياتى وحياته .

3 ـ إذ أنا مُتُّ وقام شخص بتنفيذ هذه الفتوى الإرهابية لا أتحمل وزرها معه ، هو يتحمل وزرها وحده . بالنسبة لى وقد مُتُّ فقد حملت وزر كل ما قلت من ضلال  في حياتى ، لا شأن لى بعد موتى بما يفعله الآخرون إن خيرا أو شرا  ، فقد تم قفل كتاب أعمالى . وليس لى سوى ما سعيت في دنياى وسأراه يوم القيامة مسجلا في كتاب أعمالى ، ومنه تحريضى على الشرور. قال جل وعلا : (  قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) الانعام )

اجمالي القراءات 2144