الربيع العربى

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٦ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أرجو بإختصار تقييمك للربيع العربى الذى نشاهده من عام 2011 . وهل سينجح ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ تاريخيا من القرن التاسع عشر وقعت المنطقة تحت الاستعمار الأوربى ، وقامت حركات تحرر أرهقت الاستعمار . ولأن ( المال ) هو المقصود الأعظم فقد رأى اساطين الغرب أنه يمكن إستمرار الحصول على خيرات البلاد المستعمرة بدون إستعمارها بالجيوش ، لذا جرى الجلاء وتسليم السلطة فى البلاد الى قادة من أبناء البلاد ، حكموها بالاستبداد والإستعباد ، وصاروا ألعن من الاستعمار القديم الذى كان ـ إلى حد ما ـ يتمتع بحسّ حضارى . أى وقعت المنطق تحت إحتلال ( محلى ) بنظام حكم مستبد يستخدم الجيش والشرطة ضد الشعب الأعزل ، يقهره ويسلب ثروته ويهربها الى بلاد الغرب ، وبسبب عزلته عن الشعب وكراهية الشعب له فهو يستقوى على شعبه بالغرب .

2 ـ أصبحت ثروات الشعوب المنهوبة مكدسة فى بنوك الغرب وفى شركاته ، وراجت تجارة الأسلحة وتحولت المنطقة الى ساحات حرب لا تنتهى ، وجرى شغل الشعوب بالعداء ضد اسرائيل وبالتنازع الطائفى ، وخلال أكثر من نصف قرن لم تقم نظم الحكم ببناء بنية تحتية أو إصلاح تعليمى  ، بل ظلت منهمكة فى السلب والنهب والصراعات داخليا وإقليميا ، وظلت طبقة واحدة تتحكم فى السلطة والثروة على حساب الشعوب المقهورة . المترفون الحكام يتشاجرون ويتحاربون ولكن يتفقون فى قهر الشعوب ونهبها وفى الركوع للغرب وفى تملق إسرائيل .

3 ـ بزيادة المعاناة إشتعلت الثورة ، بدأت فى تونس ، وكانت الأسعد حظا لأن الجيش التونسى إرتضى بكل شهامة أن يبتعد عن التدخل فى السياسة ، وهو ما لم يفعله الجيش المصرى الخائن لوطنه وشعبه . نجحت ثورة تونس ، ولا تزال الثورة المصرية تتراوح فى مكانها ، تشُبُّ وتخفت ، وإشتعلت ثورات أخرى فى الجزائر والسودان ، وفى لبنان والعراق ، وأحيانا فى الاردن ، وتدمرت ليبيا واليمن.

4 ـ الجديد هنا زوال الشعارات التى كان يستند اليها المستبد من الطائفية والقضاء على اسرائيل . أصبح واضحا أن المستبد حرامى وقاتل سفاك للدماء . وفى مصر أصبح ذلك طبيعيا بلا مساحيق ، وأصبح واضحا أيضا أن الربيع العربى هو صراع المحرومين ضد أكابر المجرمين .

5 ـ سيأخذ هذا الصراع وقتا الى أن ينتشر الوعى الدينى والسياسى ليشمل الكتلة الحرجة من الشعب ، بحيث يؤسس حكما ديمقراطيا على أساس حقوق الانسان وحقوق المواطنة للجميع على قدم المساواة .

اجمالي القراءات 2740