لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٦ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
اريد فكرة عن سورة قريش ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴿١﴾ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴿٢﴾فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَـٰذَا الْبَيْتِ ﴿٣﴾ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴿٤﴾
آحمد صبحي منصور

1 ـ   كانت لقريش رحلتان تجاريتان ، رحلة صيفية إلي الشام وأخري شتوية إلي اليمن ، وكانت هذه الرحلات  التجارية تجلب إلي مكة مختلف العملات المتداولة في ذلك الحين ، كما تجلب لقريش سائر المنتجات من الشمال والجنوب . بالإضافة إلي ذلك غدت مكة مركزا تجارا تتمكن فيه القبائل العربية الأخرى أن تحصل منه علي ما تريد، والقرآن يبيح للحجاج إلي بيت الله الحرام أن يمارسوا البيع والشراء " ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات :22/28".

 2 ـ    وامتن الله تعالي علي قريش أن جعل منها سوقا يأتي إليه ثمرات الشرق والغرب " أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبي إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا :28/57". ولاشك أن وجود قريش حول الحرم الآمن ساعد علي رواج تجارتها واطمئنان التجار فيها ..

3 ـ    وعرفت قريش أول نظام للشركة المساهمة، إذا كانت قريش تقوم بتمويل القافلة التجارية بنظام الأسهم ويشتري كل فرد قدر استطاعته من الأسهم ، وتعود القافلة بربح يصل أحيانا إلي 100%  خصوصا رحلة الشام الصيفية ، ثم توزع الأرباح علي كل سهم . وهذه الروح التجارية أوجدت نوعا من الليبرالية والمشورة في إدارة الأمور في المجتمع المكي، ونلمس أثر هذه المشورة في اتخاذ المواقف الاجماعية أو شبه الاجماعية في مواجهة مشاكلهم المختلفة.

4 ـ      وكانت لقريش علاقات سياسية بالكيانات السياسية في الشمال والجنوب ، والسبب أنهم أهل الحرم الذين يتمتعون بالهيبة وثقة الأعراب والقبائل في الصحراء، ولذلك كان كبار قريش قبل الإسلام يحصلون من الملوك في الشام واليمن والحبشة علي عهد بالأمان وخفارة القوافل التي ترسلها تلك الدول أو التي تذهب إليها ، وهذا العهد بالحراسة والخفارة كان اسمه " الإيلاف" وكان هاشم جد النبي عليه السلام هو الذي " يؤلف" إلي الشام، أي يتولى تأمين قوافل الشام ، وكان المطلب هو الذي يؤلف إلي اليمن ، ونوفل إلي فارس وعبد شمس إلي الحبشة ، وكانت القافلة التي تخرج في حماية قريش لا يستطيع أن يتعرض لها احد من قطاع الطرق . في الوقت الذي تثور فيه الحروب بين القبائل الأخرى لأتفه الأسباب لذا يقول تعالي عنهم " أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم 29/67".

 5 ـ    وحقيقة الأمر أن قريش استفادت تجاريا من الحرم فنعموا بالأمن والثراء دون غيرهم ، يقول تعالي " لإيلاف قريش ، إيلافهم ، رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ".

اجمالي القراءات 3666