الولاية فى الزواج

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٣ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل يجوز للمرأة الحرة أن تزوج نفسها ؟ وهل يجب دخول المحرم بالزوجة ؟
آحمد صبحي منصور

-1- بالنسبة للولى فى عقد النكاح: ان العرف هو المرجع ، فما يعتبره العرف الاجتماعى زواجا شرعيا معترفا به ومختلفا عن العلاقات غير الشرعية يكون هو الأصل طالما لم يعارض القرآن. وعليه فان للمرأة أن تزوج نفسها بدون ولى اذا كان ذلك عرفا مسموحا به فى مجتمعها.لقد قلت ان الولى هو لحماية حقوق المرأة وليتكلم باسمها فيما تريد لنفسها ، والمعنى بين السطور انها اذا اذا أرادت أن تتحدث بنفسها فى شأنها فلا غبار على ذلك طالما كان ذلك متعارفا عليه فى عرف مجتمعها.

2- الولى شرط لنكاح الحرائر. صحيح أن القرآن الكريم لم يؤكد عليه تبعا لمنهج القرآن التشريعى فيما يخص التشريع السائد والمعمول به قبل نزول القرآن ولكن تطرأ عليه تحريفات وممارسات مخالفة. فى هذه الحالة يأتى تشريع القرآنى - ليس ليشرع من الأساس ولكن ليصحح الأخطاء وبالتفصيل . تجد ذلك فى الصلاة كما تجده فى الزواج. لم يؤكد الله تعالى على شرط الولى لأن وجود الولى كان شرطا مؤكدا بل كان مبالغا فيه بما نعرفه عن سطوة الرجال فى المجتمع العربى الجاهلى. أكد الله تعالى على وجود الولى فى زواج الأمة - الجارية ومهرها - لأن المجتمع الجاهلى كان ينكر عليها ذلك. ومع ذلك فان آيات الذكر الحكيم أشارت الى وجود الولى ضمن تفصيلات متفرقة - ليس لتشريع ذلك فقد كان فعلا تشريعا مطبقا - ولكن جاءت الاشارة اليه فى سياق تشريعات أخرى (مثل ما ورد عن صلاة الجمعة فى سورة الجمعة فلن تتحدث عن تشريع صلاة الجمعة لأنهم كانوا يصلونها قبل نزول القرىن ضمن ملة ابراهيم بل وسموا يوم الجمعة على اساسها، ولكن عندما حدث خلل نزل الوحى ينبه على الخلل ويحذر منه-)
نفس الحال فى تشريع الزواج . وفى موضوع الولى للحرائر ذكره القرآن الكريم فى موضعين دليلا على نفوذه  : الأول فى موضوع المطلقة قبل الدخول بها وكان مفروضا لها مؤخر صداق - فقد فرض الله تعالى لها نصف المؤخر الا ان تعفو المطلقة او يعفو الذى بيده عقدة النكاح ( البقرة 237 ) والولى هو الذى بيده عقدة النكاح ويملك مع المرأة حق التنازل عن نصف المؤخر. الثانى فى موضوع العضل اى منع المرأة من الزواج . وهذا ما يحرمه رب العزة، ومعلوم ان المخاطب هنا هو ولى أمر الفتاة او المرأة الذى له سلطة تزويجها وهو يسىء استغلال هذا الحق فيرفض عريسا ترضاه الفتاة . والله تعالى يحرم ذلك، مما يدل على أن تشريع القرآن يجعل دور الولى لمجرد تحقيق ما تريده الفتاة والكلام بلسانها حين يمنعها الخجل من التفاوض فى حقوقها فى عقد الزواج فيتولى عنها ولى أمرها - لكن يحرم عليه أن يمنعها من الزواج بمن تحب ، كما يحرم عليه وبقية اهلها من أكل حقها فى الميراث( النساء 19 - البقرة 232
بالنسبة لزواج المحلل فالواضح انه عقد للنكاح يبيح الدخول وعدمه ولهما الاختيار. كما لهما حق الطلاق قبل الدخول . هو اختيار واختبار للأطراف الثلاثة الزوجة والزوج السابق والزوج الحالى.
3- ليس للنية دخل فى التحريم طالما نتحدث فى اطار المباح الحلال. ومنه الزواج الشرعى - التعامل بالظاهر يكون فى اطار المباح. هذا لا يمنع أن الله تعالى قد يحاسب على سوء النية أو حسن النية فى التعامل مع الزوجة . ولك ان تراجع الآيات فى ذلك .بل قد يعذب على سوء النية فى حالتين : الاحرام فى الحج ونية اشاعة الفاحشة بين المؤمنين
اجمالي القراءات 33606