زوجة تتخيل الزنا

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠٣ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
تزوجت وأنا صغيرة وأنا رائعة الجمال وزوجى يكبرنى بعشرين سنة وليس فيه جمال أو هيبة ، ومنذ أن خطبنى وحتى بعد أن أنجبت منه ستة أولاد والجميع يقارن بين جمالى وقبحة وشبابه وفارق السن بيننا .. وأنا أتحمل كل هذا لأنه النصيب . ومنذ البداية تغلبت على مشكلتى معه بأنى أتخيل نفسى فى أوقاتنا الحميمية وأنا فى حضن أحد المطربين الوسيمين . هو يأخذ حقه الشرعى منى بينما أتخيل أنا أننى أمارس الحب مع حبيبى المطرب ، المشكلة أننى أدمنت هذه الطريقة . فهل هذا حرام مع العلم أنه لولا هذا التخيل لأصبحت حياتى جحيما لا يطاق .
آحمد صبحي منصور
هذا من ( اللمم) الذى يغفره الله تعالى عند الالتزام بعدم الوقوع فى الكبائر.
فى البداية فان الله تعالى يحاسب الانسان على ما يدور فى نفسه من أفكار وعلى كل ما يسمع أوينطق أو يفعل ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)( ق 18)، (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الاسراء 36 )
فكل ما يدور فى الفؤاد أنت مسئول عنه . ويقول تعالى (وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير)(البقرة 284 ). أى إذا خرج التفكير الى حيز التنفيذ فالأمر معلق بين الغفران أو العذاب حسب قوانين الله جل وعلا ، وهى موضحة فى القرآن الكريم.
وبالنظر الى موضوعك بالذات فان الزنا ليس فقط محرما ، بل كل ما يوصل اليه حرام ايضا ، ولذلك يأتى التعبير عن حرمة الزنا مشددا بالمصطلح القرآنى ( لا تقربوا الزنا)يقول تعالى (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً )(الاسراء 32)فكل ما يقربك الى الزنا فهو حرام ،ويشمل هذا ما يدور فى الفكر، والعادة السرية و اللمس والكلام الفاحش مع الجنس الاخر والغواية ومشاهدة الأفلام الجنسية والقبلةبشهوة والجنس الشفهى الخارجى، واللقاء غير البرىء. كما يشمل تخيل ممارسة الجنس الحرام فى اى حال. ولأن الشهوة الجنسية غريزة لا فكاك منها فانه لا يوجد بشر لا يخلو من الوقوع فى تلك المقدمات ، أى إنها مما (يلم ) بكل انسان ، لذا جاء التعبير القرآنى عنها ب(اللمم). وجاء تشريع القرآن بغفران اللمم بشرط الابتعاد عن كبائر الاثم والفواحش ، يقول تعالى عن صفات المحسنين: (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ) (النجم31ـ )فالمحسنون هم الذين يجتنبون الكبائر ولكن قد يقعون فى (اللمم) فيسارعون بالتوبة، وهى قاعدة قرآنية قالها تعالى فى غفران السيئات الصغيرة طالما نبتعد عن الكبائر (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) ( النساء31 ).
وليس هذا تشجيعا على الاستمرار فى اللمم ، ولكن تشجيع على التوبة منه أو الحد والتقليل منه ـ وذلك بالاكثار من الصالحات حتى ينطبق عليك وصف (المحسنين ) وبحيث لا يوجد وقت للانشغال باللمم وتوافه الحياة .
ومن عمل الصالحات تقديم الصدقات ليتزكى أولئك الذين يخلطون عملا صالحا وآخر سيئا ، وهذا ما نستفيده من قوله تعالى لخاتم الأنبياء ـ عليهم السلام ـ عن بعض الصحابة الذين اعترفوا بذنوبهم (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(التوبة102 : 103 )
غفرالله تعالى لنا ولك ..

اجمالي القراءات 27905