إنك ميت .!!

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٤ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لماذا جاء الخطاب للنبي بانة ميت وانهم ميتون بعد ضربه مثلا - لا افهمه ايضا- في قوله "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ .
آحمد صبحي منصور

قال جل وعلا : (قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٢٨﴾) الزمر ) القرآن الكريم لا عوج فيه ولا إختلاف . الاختلاف يقع بين المشركين وأديانهم الأرضية ، لذا جاء فى الآية التالية ضرب المثل ، قال جل وعلا : (  ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ الْحَمْدُ لِلَّـهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴿٢٩﴾ الزمر ) هنا مثل يوضح الفارق بين من يعبد الله جل وعلا وحده ويؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ومن يعبد آلهة أخرى ويقدس كتبا أخرى متناقضة فيما بينها وحتى فى داخلها . وفى الآية التالية قال جل وعلا :  ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾) . هنا إشارة غاية فى الاعجاز ، ترد مقدما على المحمديين الذين يختلفون فى كل شىء ولكن يتفقون حول اسطورة ان النبى محمدا حىُّ فى قبره ، وأنه سيشفع فيهم يوم القيامة . الله جل وعلا هنا أكّد للنبى ــ وكان وقتها حيّا يٌرزق ـ بأنه ميت وأن خصومه ميتون ، وأنهم سيتخاصم معهم يوم القيامة أمام الواحد القهار . أى إنه عليه السلام لا يملك أن يتشفع لغيره ، فكيف وهو نفسه سيتعرض للحساب والمساءلة شأن خصومه ، وإذا كان خصومه سيموتون وستتحلل أجسادهم وتصبح جيفة فهو نفس الحال مع جثة النبى بعد موته. هذا القول يفزع منه من لا يزال فى قلبه تقديس للنبى. ولكنه حقيقة قرآنية وإنسانية وطبيعية .

اجمالي القراءات 3275