الدعاء لغير المسلم

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٤ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل هو حرام طلب الرحمة للميت الغير مسلم من قبل الاخوة المسلمين؟
آحمد صبحي منصور

مجرد الدعاء عبادة لأنه خطاب تضرع لله جل وعلا.
الدعاء بطلب الرحمة لأى إنسان حىّ يعيش يعنى أساسا الدعاء بهدايته لأن الرحمة لا ينالها إلا المهتدون . والدعاء بالهداية للأحياء جميعا مطلوب ومرغوب.
أما من مات ـ فطالما لا نعرف كيف انتهى أمره فيمكن أن ندعو له بالرحمة والغفران يوم الدين . ولا ندعو له بالهداية لأن الهداية زمنها مضى وانتهى وقت أن كان حيا يعيش فى هذه الدنيا.
بعض من مات نعلم مصيره إما باليقين والايمان كما جاء فى القرآن الكريم عن ابن نوح وابى لهب وفرعون موسى وهامان وقارون ، وهنا لا يجوز الترحم عليه.
وبعضهم نحكم عليه بمؤلفاته التى كتبها بيده وهى تقطع بكفره العقيدى . هنا لا ندعو له بالرحمة ، خشية أن نكون مناصرين له فى كفره وفى اعتدائه على الله تعالى ورسوله.
وفى كل الأحوال فنحن نتحدث هنا عن أشخاص وذوات بعينهم ، أى عن فلان وفلان من الناس.
أما حين نتحدث عن صفات عامة فالأمر أيسر بكثير لأن مرجع الحكم فيه لله تعالى العالم بغيب القلوب و غيب المستقبل و الماضى على السواء. فأنت حين تدعو بالرحمة للمؤمنين فهذا يشمل كل المؤمنين فى كل زمان ومكان . وحين تدعو (على ) الكافرين المعتدين فهم صفات تسرى فى كل زمان ومكان .

ويجب ألا ننسى ان المسلم فى التعامل الظاهرى هو كل مسالم يعيش معنا دون أن يقوم باكراهنا فى الدين ودون أن يهدد حياتنا بالقتل لمجرد الاختلاف العقيدى . فكل انسان مسالم فهو مسلم ، يجوز ان تدعو له و لنفسك بالهداية.
ويجب الا ننسى أن مرجع العقائد الى الله تعالى يوم القيامة ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون.
ويجب ألا ننسى أننا حين نتكلم عن البخارى و مسلم وغيرهما من مؤسسى الدين الأرضى فنحن لا نتكلم عن ذواتهم بل على كتبهم التى بين أيدينا والتى تقوم ـ أى تلك الكتب ـ بتزييف الاسلام و إضلال المسلمين، وحين ننتقدها فهو بغرض الوعظ للمسلمين وتوضيح الحقائق لهم .
اجمالي القراءات 29687