منافقو اهل الكتاب

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٨ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل كان هناك منافقين من اليهود فى عصر النبى عليه السلام ؟
آحمد صبحي منصور

1ـ كان هناك مؤمنون سابقون من اهل الكتاب ومن بنى اسرائيل فى عهد خاتم النبيين عليهم جميعا السلام . وكان منهم مؤمنون مقتصدون وكان منهم فاسقون كافرون. ومن أولئك الكافرين الفاسقين من إحترف النفاق. والعُصاة من بنى إسرائيل أطلق رب العزة جل وعلا عليهم لقب ( اليهود ) . ولم يكن المنافقون فى عهد النبي من العرب فقط ، بل كان منهم طائفة من اليهود ( أى عُصاة بنى اسرائيل ) ، وأولئك تظاهروا بالإسلام ليكيدوا للإسلام ، ويذكر القرآن الكريم أن طائفة من اليهود اتفقت على أن تعلن للمسلمين إيمانها بالله تعالى ورسوله وكتابه ثم فى نهاية اليوم يجتمعون معا للكيد للمهاجرين والأنصار حتى يرجعوا كفار كما كانوا ، وإن هذه الطائفة اتفقت على ألا تثق وتطمئن إلا بكل ما هو على دينهم الاصلى و إلا يثقوا أو يطمئنوا بالمسلمين أبدا وفى ذلك يقول تعالى : " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار ، واكفروا أخره ، لعلهم يرجعون ، ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم : آل عمران 72 : 73 ".

2ـ عن طريق أولئك المنافقين اليهود دارت مكائد كثيرة وإخفاء، لسبب أن أولئك اليهود كانوا بارعين فى تلبيس الحق بالباطل وإشاعة الشك وإخفاء الحق ، فقال تعالى عنهم :" يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون : آل عمران 71 ". ووصف تحريفهم أو محاولة تحريفهم إلى أنهم كانوا يقرأون  كلامهم بطريقة القراءة المتبعة لكتاب الله ، يزعمون أنهم يقرأ ون كلام الله وهم فى ذلك كاذبون ، يقول تعالى عنهم " وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ، ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون : آل عمران 78 ".

ولذلك فإن الله تعالى يقول عنهم وعن إيمانهم المزعوم " كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق ؟ . آل عمران 86 " ويدعوهم الله تعالى إلى الإقلاع عن عادتهم السيئة فى الصد عن سبيل الله وهم يعلمون تمام العلم عاقبة ما يفعلون " قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وانتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون " ثم يحذر الله تعالى المؤمنين من أولئك اليهود فيقول " يا أيها الذين آمنوا  أن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين : آل عمران 99 : 100 "

3ـ هذه لمحة قرآنية عن منافقي اليهود فى عصر النبي عليه السلام ، والذين لم يأخذوا حقهم من البحث العلمي والتاريخي برغم كثرة الآيات القرآنية التى تحدثت عنهم .. وتصل فى النهاية إلى السخرية القرآنية بهم حيث يقول تعالى عن اليهود يخاطب المؤمنين : " وإذا جاءوكم  قالوا آمنا ، وقد دخلوا بالكفر ، وهم قد خرجوا به : المائدة 60 : 61 " والسخرية واضحة وواقعية فى تصوير النفاق فى داخلهم ، فهم يدخلون يعلنون الإيمان ، بينما يدخلون بالكفر ويحتفظون به وهم يسمعون المؤمنين ثم يخرجون بالكفر أيضا .. صورة ساخرة غاية فى الإعجاز وفى التصوير النفسي الواقعي .. وهى تنطبق على المنافقين فى كل زمان ومكان .

  

اجمالي القراءات 3376