حديث ( وضيع )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
من المؤكد ان الحب يأتي من خلال النظر أوالمشاهده فعندما ترى شيئاً جميلا تحبه, أوشخصاً ترتاح إليه بالنظر تحبه من وخلال التعامل معه تزداد حالة الحب والتي قد تصل إلى العشق. ومن الطبيعي أن تحب شخصاً من خلال التواصل معه إما عن طريق الهاتف أو الإنترنت وأنت لا تعرفه وربما تصل معه لمرحلة العشق أيضاً. وممكن أن تحب شخصاً من خلال الناس ماذا تتكلم عنه وتصفه ولكن لن تصل معه لمرحلة العشق لعدم وجود تواصل بينكما.أي أن الحب يأتي من خلال النظر والسمع والتواصل المباشر على الأغلب. وبإمكانك أن تتعامل مع شخص وتتعايش معه وأنت لا تحبه . وتستطيع أن لا تشعره بذلك فتبتسم له تصحبه في تنقلاتك و تأكل معه وتكون على تواصل يومي معه وأنت تكذب عليه وتخونه وتتلاعب عليه وهو لايدري, هذا يعني أن علاقتنا مع الأشخاص تعتمد على الظاهر وليس على الشعور والنوايا. لكن علاقتنا مع رب العالمين تكون من خلال الشعور والنوايا والحس الذي بداخلنا فلا نستطيع أن نبتسم له ونحن نكذب عليه ولا نستطيع أن نقول له كلام معسول ونحن نكذب عليه. كانت هذه مقدمه بسيطه لسؤال مهم هو : كيف نحب الله ونحن لا نراه ولا نسمعه ولا نشعر بوجوده معنا ( استغفر الله )؟ كيف نحب الله ونحن نقرأ القرآن ونصلي وندعوه ؟ وحالنا لم يتبدل ولا ندري قبلت صلاتنا ودعاؤنا ام لم تقبل ؟ كيف لنا أن نصل لمرحله نلمس الإشارات التي تأتينا من رب العالمين كيف نستطيع أن نصل لدرجة العشق مع رب العالمين.؟ ماهي الأعمال التي تصلنا لتلك الحاله؟ , كم انا مشتاق لحاله العشق هذه أن يكون هو وحده حبيبي وصديقي وملهمي اشعر به وأخاطبه واتكلم معه بكل شيئ وأشعر أنه معي من خلال أي شيئ , كيف استطيع أن اصل لتلك الحاله بداخلي ولاسيما أنني قرأت حديث قدسي لربما صحيح يقول: (عبدي اطعني تكن مثلي تقول للشيئ كن فيكون).
آحمد صبحي منصور

أولا : حديث (عبدى أطعنى ..الخ ) هو حديث كافر وضيع ، ولقد صنعه الصوفية فى تقديس أوليائهم وإسناد الكرامات أى المعجزات لهم.

ثانيا : أنت تقع فى خطأ فظيع ، هو أنك تتعامل مع الله جل وعلا على أنه مخلوق مثلك ، وتجعل حبك لله مثل الحب البشرى . بل وتصل للقول بالعشق . وكلمة العشق الالهى كفر هائل ، لأن العشق لغويا يكون فى الحب الجنسى الجسدى ، وهذا بين البشر .

ثالثا  : حب البشر قائم على أساس التكافؤ والتساوى ، لذا يرتبط بالغيرة والخصومة وكل إنفعالات البشر النابعة من الأنانية والاستحواذ ، ورغبة كل طرف أن يستحوذ على الطرف الآخر متجاهلا التساوى والندية ، و ( هات وخذ ) .

أما حب الله جل وعلا فهو طاعته وحده وتقديسه وحده و خشيته وحده والخوف منه وحده وتقواه وحده وعبادته وحده ، كل ذلك بظهر الغيب . ليس هنا محبوب مرئى ملموس كحالة الحب بين البشر ، ولكن حب المؤمن لربه يجمع بين الرغبة فى جنته والخوف من عذابه ، حب قائم على أنه جل وعلا وحده هو الرب ، وهو وحده هو الاله الخالق ، وهو وحده المُنعم وهو وحده المنتقم الجبار .

المشركون يحبون أوليائهم ذلك الحب المقترن بالتقديس والعبادة ، أى يحبونهم كحب الله. وهذا ما يفعله الصوفية بأوليائهم والشيعة بآل البيت عندهم والسنيون بالبخارى والخلفاء الفاسقين .

اجمالي القراءات 3203