أهلا بك إبنى الحبيب

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٣ - يونيو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
استاذ احمد تحية طيبة و بعد، انا مصطفي الذي كنت راسلت حضراتكم من قبل عن موضوع الزكاة و حضراتكم قد جاوبتني و لك كل الشكر علي هذا. اما بعد اراسل حضراتكم اليوم و انا في اشد حيرتي فا انا في ال20 من عمري الان و قد سعدت جدا بقرأة مقالات حضرتك و انا اقرا في موقعكم منء اكثر من عام قرأة متأملة جدا و قد مسحت من دماغي كثير مما قد سمعتة و انا صغير و قد قرأت احضراتكم كثيرا عن موضوع الشرك و قد تلبس لي الموضوع.. مثال إن سمعت مثلا إن اتبعت رأي غيري مثلا في مسائل العبادة كالتسمية عن الوضوء مثلا و اقتنعت برأية و لم اخذ رأي انا الشخصي فهل انا اصبح من المشركين استاذ احمد؟ لانني اصابني خوف شديد من هذا لانني كنت اقرا الفتاوي و اعمل علي مقتضاها و اخاف بفعلي هذا ان اكون من المشركين الذين تحدثت عنهم و اخاف ان اخطئ فيحاسبني الله علي خطئي في مسألة مثلا لم استشير فيها احد و عملت برأي ؟ هل انا اصبح غي هذه الحالة من متبعين الهوي؟ هل اتباع رأي الشيوخ من الممكن ان يصبح شرك ؟ لا تتركني استاذ احمد افتيني في امري بارك الله فيك.
آحمد صبحي منصور

1 ـ أهلا بك ابنى الحبيب ، أكرمك الله جل وعلا ، وهدانا وإياك الى الصراط المستقيم .   

2 ـ الشرك أو الكفر أكبر الكبائر . ولكن من يقع فى الكفر / الشرك ثم يتوب بإخلاص يتوب الله جل وعلا ويغفر له يوم الدين .

الشرك والكفر نوعان :

2 / 1 :  قلبى : بمعنى تقديس البشر والقبور المقدسة كما يفعل المحمديون الذين يقدسون النبى محمدا ويؤمنون بشفاعته ويحجون الى ما يسمى بقبر النبى ، ويضيفون تقديس الصحابة والأولياء والأئمة من الشيعة والسنة وآل البيت ، ومن الشرك القلبى الايمان بحديث آخر غير القرآن الكريم . فالمؤمن لا يؤمن إلا بحديث واحد هو حديث الله جل وعلا فى كتابه الكريم . لكن معظم الناس يؤمنون بأحاديث البخارى وغيره . وهذا الصنف قد يكون مسالما لا يقاتل الناس ظلما وعدوانا معتقدأ أن ما يفعله هو الاسلام

2 / 2  النوع الثانى الأفظع من الكفر / الشرك السلوكى ، هو قتل وقتال الناس ظلما وعدوانا على أن ذلك جهاد اسلامى . فى الواقع هنا يجتمع الكفر/ الشرك القلبى مع الكفر الشرك السلوكى ، لأنهم يفترون على الله جل وعلا كذبا حين يشرّعون قتلهم للناس جهادا يزعمون أنه من الاسلام . هنا كفر / شرك قلبى ، ثم حين يطبقونه بالقتل والقتال يكون كفرا سلوكيا .

 أبو بكر بدأ هذا الكفر القبى السلوكى عندما إرتكب الفتوحات وإعتدى على أمم وشعوب ودول لم تعتد عليه ، وتابعه عمر ثم عثمان ، وأيدهم على بن أبى طالب ، وسار على طريقهم الخلفاء الأمويون ثم العباسيون ثم العثمانيون ، يجعلون الجهاد ( الاسلامى )  إحتلال بلاد الآخرين وقتل رجالهم وسبى نسائهم وأطفالهم وسلب أموالهم . هذا ظلم لرب العزة جل وعلا قبل أن يكون ظلما للناس . على نفس الطريقة فى عصرنا تأسست الدولة السعودية طبقا للوهابية التى تجعل الجهاد الاسلامى هو ما كان يفعله ( الخلفاء الراشدون ) ومن الوهابية تفرع الإخوان المسلمون وداعش والقاعدة ، وهم يستبيحون قتل الناس لمجرد المخالفة فى الدين أو المذهب .

هذا مع أن الله جل وعلا أمر بأن نتعامل بالقسط والعدل والبّر مع المخالف فى الدين الذى لا يعتدى علينا ، قال جل وعلا : (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة ). وجعل القتال فى سبيل الله محصورا فى الدفاع دون الهجوم ، أى نقاتل فقط الذين يقاتلوننا ، دون أن نعتدى لأن الله جل وعلا لا يحب المعتدين ، قال جل وعلا  (  وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ) (فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة   )

3 ـ وعليه فما ذكرته يا ابنى الحبيب لا شأن له بالكفر / الشرك .

4 ـ عليك فقط أن تتحرى وتتعلم حقائق الاسلام القرآنية التى هجرها المسلمون.

5 ـ لذا نقول لك : أهلا بك فى موقع أهل القرآن وفى قناة أهل القرآن . وأنت لا تزال شابا وأمامك فرصة كبرى للتعلم . وأرجو أن تكون من أعمدة أهل القرآن ، وأن تحتفظ بنقائك القلبى .

اجمالي القراءات 3418