( طهّر ) ( طهّرا )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٠ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
فى سورة البقرة (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125)) وفى سورة الحج ((وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) ) ما هو الفرق ؟ وما معنى التطهير ؟
آحمد صبحي منصور

البداية كان وحيا لابراهيم عليه السلام ، إذ أرشده الى مكان البيت الحرام ( الكعبة ) وكانت حولها الأوثان الرجسية ، وقد هجرها الناس ، وهى البيت العتيق وأول بيت وضعه رب العزة للناس مباركا وهدى للعالمين . أوحى الله جل وعلا لابرهيم أن يطهر البيت الحرام من تلك الأوثان المحيطة به ، وأن يدعو الناس للحج اليه . جاء هذا فى قوله جل وعلا فى سورة الحج : ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27 )) هنا ( طهّر ) بالمفرد خطابا لابراهيم .

المرحلة الثانية كانت إقامة قواعد البيت ( الكعبة )، وتنظيف ما حولها أى تطهيرها من الأوثان المحيطة بها ، وهذا جهد قام به ابراهيم ومعه ابنه اسماعيل بعد أن أصبح اسماعيل شابا فتيا ورسولا نبيا ، قال جل وعلا : ( وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة ). هنا ( طهّرا ) خطابا بالوحى لابراهيم واسماعيل عليهما السلام .

فى الآيتين جاء التعبير عن الصلاة بالركع السجود ، أى الراكعين الساجدين . وأتفقت الآيتان فى ذكر الطائفين . وذكرت آية سورة الحج ( القائمين ) أى الذين يبتهلون داعين رب العزة قياما أمام الكعبة ، وذكرت آية سورة البقرة ( العاكفين ) . ومنهما معها نعرف من شعائر الحج قديما الطواف والاعتكاف والدعاء والصلاة .

يبقى أن نذكر أن قريش أعادت الى البيت الحرام الأوثان واسترزقت من التجارة بها فى ( الايلاف ) وحماية قبائل العرب لقوافلها فى رحلة الشتاء والصيف مقابل نصب أوثانهم فى البت الحرام . كان هذا قبل ووقت نزول القرآن ، وقبل دخول أهل مكة فى الاسلام ( السلام ) أفواجا . ثم ما لبث الشيطان أن تلاعب ب ( المحمديين ) فجعلهم ينصبون ( نُصُبا ) لابليس فى داخل البيت الحرام بزعم أنهم يرجمونه . وهذا الرجس يجب تطهير البيت الحرام منه ، ولكن الوهابيين يرفضون . وهم باكذوبة رجم ابليس يتمسكون .   

اجمالي القراءات 3915