عن اسماعيل والسودان

آحمد صبحي منصور في السبت ٠١ - سبتمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قرات سابقا في المدرسة عن مصر تاريخها و جغرافيتهاواشياء كثيرة ,وقد اكون قد نسيت الكثير منها ,لكن من الشئ الذي اذكره ,اوالذي ذكرني به كلام حضرتك اعلاه , هو منابع النيل ليست في مصر . وشيئا اخر هو ان مصر دولة مستقلة وتحدها من الجنوب دولة مستقلة اخرى اسمها السودان. سيدي الفاضل , كل ما كتبته عن الموضوع عظيم جدا ويبرهن صدق مشاعرك وحبك لوطنك مصر واهلهاوترابها ونيلها , وكذلك ما دعوت به المختصين للتفكير بالمستقبل ووضع الخطط ودراستها وتطبيقها , كل هذا اكثر من رائع , ولكن لدي مداخلة بسيطة وسؤال بسيط ارجو ان تتقبلهما وانا متاكدة من رحابة صدرك , وهي (( ماذا تسمي احتلال الخديوي اسماعيل للسودان والمناطق الاخرى , هل هو غزوا ام احتلالا ام استعمارا او تحريرا ام ماذا ؟؟ اعرف جيدا ان هذا اصبح من التاريخ . وحضرتك اعجبت بفكرة الخديوي لانها في صالح وطنك وهذا حقك الشرعي , لكن في المقابل هل هذا ايضا هو رايي السودان وباقي الدول التي احتلها الخديوي , اليس كل من يقوم باحتلال دولة اخرى يبررها ان مصلحة بلده تقتضي ذلك, ارجو ان لا تزعل مني ان قلت , فحضرتك قد انكرت على المسلمين حروبهم مع الدول الاخرى أمل عراقى
آحمد صبحي منصور
الأخت العزيزة الفاضلة أمل عراقى دائما تشحذ عقولنا للتفكير بأسئلتها الجادة وتعليقاتها الهامة.
وأحرص دائما على قراءة تعليقاتها والاجابة على تساؤلاتها شاكرا لها هذا الذكاء وذلك الحرص على المعرفة و العلم.
فى البداية فلم تكن فى تلك المنطقة دولة أو دول ، لقد قام محمد على بفتح السودان وأنشا عاصمته ( الخرطوم ) وقام بتحديثه وتطويره ، ثم قام الخديوى اسماعيل باكتشاف وسط وجنوب السودان ولم يكن معروفا للعالم ، وفى اعتقادى أنه لم يكن استعمارا بالمعنى المألوف بدليل إقامة المشروعات للنهوض بالسكان هنا وهناك ـ أقصد فى مصر و السودان ـ حيث كان السودان يشمل وقتها كل المنطقة الممتدة من دادى حلفا الى منابع النيل فى بحيرة فكتوريا ـ وتلك كانت مناطق مجهولة لولا قيام اسماعيل والأوربيين باكتشافها . ولقد ظلت مصر و السودان وحدة سياسية واحدة على قدم المساواةـ وهذا يختلف عن الوضع الاستعمارى المألوف. وهما فى الواقع منطقة جغرافية واحدة و منطقة سياسية واحدة ، وهذا يشمل كل السودان قبل تقطيع أطرافه بيد بريطانيا.
ومنذانفصال السودان عن مصر خسر السودان و خسرت مصر. ولا تزال الخسائر والانقسامات تلاحق السودان.
لقد كان مشروع محمد على واسماعيل بعده فى توحيد السودان ( الكبير ) ومصر خطوة حضارية سابقة لأوانها ، وعرفت أوربا خطرها فتآمرت على إفشال مشروع محمد على فى تكوين دولة متحدة قوية تمتد من جنوب السودان الى شمال سوريا .
وأروربا الان تحاول أن تتحد ( الاتحاد الأوربى ) أى تحاول أن تفعل لنفسها ما كان محمد على و اسماعيل بعده فعله فى مصروالشرق الأوسط.
أى إنه تكوين وحدة سياسية وليس استعمارا.
هذا ما أراه ، وفوق كل ذى علم عليم
اجمالي القراءات 11530