الأسافل

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٥ - سبتمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هناك حديث عن قيام الساعة ينطبق على الواقع ، هو عن الأسافل الذين يعلون فى البناء . وهذا حقيقى ، فالأسافل فى عصرنا أصبحوا فى القمة ، والأفاضل راحوا فى ستين داهية .
آحمد صبحي منصور

أولا : النبى لم يكن يعلم الغيب ، وكان مأمورا أن يعلن هذا ، وخصوصا علامات الساعة .

أخيرا : التقلبات الاجتماعية والحراك الاجتماعى يحدث فى كل عصر فيصبح الغنى فقيرا والفقير غنيا ، وينعكس هذا على تغير الأكواخ والقصور ، والعادة أن يجعلوا هذا من علامات آخر الزمان أو قيام الساعة . فى العصر الأموى كان الموالى الفرس فى الحضيض فأصبحوا مع قيام الدولة العباسية هم السادة ، وانتقلت اليهم الثروة ، وشعر العرب المثقفون بالحسرة فاعتبروا هذا من علامات الساعة . وتكرر الأمر مع الرقيق الأتراك الذين خدموا الخلفاء العباسيين ثم تحكموا فى الخلفاء العباسيين ، وأصبحوا هم الذين يعزلون الخليفة ويقلعون عينيه ، وأصبح هذا من علامات الساعة. وتكرر الوضع مع الرقيق خدم السلاطين الايوبيين وهم المماليك ( ملك اليمين ) ما لبث أن غلبوا أسيادهم الأيوبيين وحكموا مكانهم ، وبعض السلاطين الأيوبيين صاروا أتباعا لأسيادهم المماليك . بييرس البندقدارى كان مملوكا لسيده البندقدار ، ثم أصبح سلطانا وأصبح سيده السابق خادما عنده . المصريون أحرار فاصبحوا رعية للمماليك الذين كانوا رقيقا . الاقباط  كانوا مواطنين من الدرجة الثانية فإذا أسلم أحدهم وهو كاتب فى الدولة المملوكية يصبح صاحب نفوذ يستطيل به على المسلمين وينشىء قصورا يعلو بها عليهم . هى ظاهرة تتكرر اليوم فى مصر العسكر المصرى كما كانت تتكرر فى مصر العسكر المملوكى . وسيظل الحراك الاجتماعى مستمرا . أبناء الفلاحين الغلابة أصبحوا أفندية فى عصر عبد الناصر ووصل بعضهم الى مناصب عليا فى الجيش والشرطة والقضاء والحكومة ، وبنوا لآبائهم الفلاحين بيوتا أنيقة تضاءلت بجانبها بيوت الاقطاعيين القدامى الذين أفقرهم عبد الناصر . العاطلون من أبناء الأسر الاقطاعية تفتت ملكياتهم الزراعية وتضاءلت بيوتهم بينما هاجر ابناء الفلاحين الى الخليج وعادوا يبنون فى قراهم البيوت الفخمة يستطيلون بها على الذين كانوا من قبل أكابر القرية ..قصة لا تزال تتكرر ، وكلما تكررت تنهد أحدهم وهو ينظر الى ( محدثى النعمة ) وقصورهم يعتبر هذا من علامات الساعة ، بالضبط كما كان يقال بعد الحرب العالمية الثانية عن صغار الحرفيين والتجار الذين أثروا من التعامل مع المعسكرات الانجليزية وسموهم ( أثرياء الحرب ) ، ومثلهم أثرياء الانفتاح فى عصر السادات . والأمثلة تطول .

اجمالي القراءات 3981