حرب الصحابة اليوم

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - أغسطس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
حرب الصحابة لا تزال مشتعلة حتى اليوم . فى العراق يتقاتل الشيعة والسنة فى حرب اهلية لا تزال مشتعلة ، وهى استمرار للحروب المستمرة بينهما منذ عصر الصحابة.. ألا يدل ذلك على إفلاس المسلمين حين تطول الحرب بين الشيعة و السنة 14 قرنا من الزمان ؟ واين الاسلام فى كل ذلك ؟ وهل هو بذلك صالح لكل زمان ومكان ؟ اعذرنى فى هذه الأسئلة ..
آحمد صبحي منصور
نحن نقول أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ومع ذلك فإننا نحصر الإسلام فى ثقافة العصور الوسطى الدينية التى تخالف الإسلام فى عقيدته وفى سلوكياته . تلك الثقافة التى شغلت المسلمين وغير المسلمين فى الشرق والغرب بالتعصب الدينى والحروب الدينية ومحاكم التفتيش الدينية والمذهبية .
تلك الثقافة التى نشرت تقديس البشر والكهنوت . وخطورة هذه الثقافات المخالفة للإسلام أنه تم إلصاقها بالإسلام عبر أحاديث مزورة وتفاسير تعبر عن أصحابها وتناقض القرآن . وقد تخلص الغرب من تلك الثقافة العصر أوسطية حين حصر الكهنوت فى الكنائس وانطلق يسير فى الأرض يكتشف ويبحث ويخترع ، فدخل بالبشرية إلى آفاق من العلم والمعرفة تتضاعف مع كل دقيقة وثانية .
أما نحن فإن الصحوة الدينية الراهنة ترجع بنا إلى العصور الوسطى ، بعد أن كنا قد تنسمنا عبير التقدم الآتى من الغرب ، وقد نجحت تلك الصحوة فى أن ترتد بنا إلى السلف العصرأوسطى . ورأينا آثار ذلك ليس فقط فى الفكر المتخلف ولكن فى السلوك أيضا من النقاب والجلباب و.. اللحية والخضاب ، مرورا بالبحث عن فتوى لكل صغيرة وكبيرة ، وانتهاء بالدعوة إلى دولة دينية تعيد لنا حكم الخليفة العباسى أو العثمانى الذى يزعم أنه يملك الأرض ومن عليها ..
على أن المضحكات المبكيات أن ينشغل المسلمون حتى الآن بالخلاف السياسى بين على وأبى بكر وعمر وعثمان حول الأحق منهم بالخلافة . ذلك الخلاف التاريخى الذى بدأ فى بيعة السقيفة ثم تطور بمقتل عثمان وأسفر عن تقسيم المسلمين إلى معسكرين كبيرين صارا فيما بعد السنة والشيعة ، وعاش الشيعة أغلب تاريخهم فى خندق المقاومة ، بينما عاش أهل السنة أغلب تاريخهم فى ظل السلطة الحاكمة عباسية كانت أم عثمانية أو مملوكية . وفى ظل الخلاف السنى الشيعى الذى تحول من خلاف سياسى إلى خلاف عقيدى لا يزال المسلمون حتى الآن عاكفين حول بيعة السقيفة وموقعة الجمل وصفين والنهروان وكربلاء ويوم الدار . ولا يزالون يتبارزون بالححج حول الأحق بالخلافة على أم أبا بكر . ولا تزال الشيعة تبذل دماءها يوم عاشوراء ،ولا تزال تلعن خصوم على من الصحابة .. مع أن ذلك كله مجرد خصومات سياسية أولى بها أن تظل مجرد سطور فى التاريخ نأخذ منها العبرة والعظة لنتقدم إلى الأمام .. لا أن تتحول تلك السطور إلى مقابر ثم إلى أضرحة نطوف حولها بالتقديس والتعظيم ..
ومن الخير لآهل السنة والشيعة أن يحتكموا للقرآن والعقل وأن ينظروا إلى ما من حدث خلاف سياسي بين كبار الصحابة على أنه خلاف بشرى عادى ، وأن أصحابه مسئولون عنه أمام الله تعالى يوم القيامة ، أما نحن فواجبنا أن نهتم بأحوالنا وعصرنا ومستقبلنا ، ويكفى أننا نحن المسلمين اليوم أكثر الأمم تخلفا وضعفا وسفاهة .
المسلمون اليوم فى الحرب بين الشيعة والسنة هم القتلى باسم الصحابة حيث يحمل الشيعة راية ( على وآل البيت) من ناحية ، ويحمل السنة راية ( أبوبكر وعمر وعثمان ومعاوية ..الخ ) من الناحية الأخرى. وباسم أولئك الصحابة الموتى يقتتل المسلمون فى العراق ونخشى أن ينتقل الاقتتال الى لبنان و الجزيرة العربية و الشام ومصر وغيرها.
مات الصحابة منذ 1400 سنة تقريبا و لاعلم لهم بما نفعله بأنفسنا. أصبحوا تاريخا وهم مسئولون عن أعمالهم ويجب أن نكون نحن أيضا مسئولين عن أعمالنا. ومن الحمق أن نظل نتقاتل تحت رايتهم ونكرر أخطاءهم وخطاياهم. ثم ننسب فعلنا للاسلام.
هل يستحق منا الإسلام كل هذه الإهانة ؟



اجمالي القراءات 15109