آحمد صبحي منصور
في
السبت ١١ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
كلمة ( نجس ) بكسر الجيم لم تأت فى القرآن الكريم . الذى جاء هو ( نجس ) بفتح الجيم فى وصف الكافرين المعتدين ومنعهم من الاقتراب من المسجد الحرام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ) (28) التوبة ) ، وهى مرادفة لكلمة ( رجس ) والتى تأتى وصفا للمشركين وأوثانهم والخمر والميسر .
ما يخرج من جسد الانسان نوعان ،نوع لا يستلزم طهارة مثل الذى يخرج من الفم والجلد من دم الجروح و العرق ، و نوع يتطهر منه بالماء ، وهو البول والغائط ودم الحيض للنساء . ومعروف النظافة الشخصية منه . وليست هناك حاجة للتذكير بهذا ، فالأم تعلم طفلها كيف بنظف نفسه ، ولا يوجد شخص فى العالم يمشى ملوثا بفضلاته من بول و براز إلا إذا كان مجنونا .
وفى التشريع الاسلامى قبل الصلاة يجب الطهارة الجزئية أو ما يسمى بالوضوء ، والطهارة الكاملة بالغسل للجسد كله بعد الجماع الجنسى أو نزول المنى ( الجنابة ) . ما يخرج من سوائل عند الهياج الجنسى يأخذ حكم البول فى التنظيف والطهارة . و يحتاح المؤمن الى تجديد الوضوء أو الغسل بعد التبول والتبرز وخروج المنى ( الجنابة ) والجماع الجنسى . ويمكن له أن يصلى بدون هذا لو حافظ على طهارته . الحيض يجب التظهر منه بالغسل ، وهو لا يمنع العبادات من صلاة وصيام وطواف وتأدية لمشاعر الحج وقراءة قرآن وتهجد وذكر وتسبيح للرحمن . هو فقط يمنع الجماع الجنسى .
التشريع الاسلامى فى الطهارة الكاملة و الجزئية مؤسس على التيسير ، لذا كان التخفيف بالتيمم بأى المسح شىء نظيف طاهر ، وليس بالتراب كما يقول التشريع السنى . السنيون ركزوا على الطهارة والنجاسات فى تفصيلات مخجلة كما ركزوا على تفصيلات الصلاة الحركية وأهملوا الخشوع فى الصلاة والتقوى فى المحافظة عليها .
بالمناسبة : تكلمنا كثيرا فى هذه الموضوعات فى فتاوى سابقة وفى أبحاث منشورة ، من كثرتها نسيت عناوينها . لذا أرجو أن تتكرم بقراءة كل ما سبقت كتابته ــ لو أمكن .