الروح و الملك

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٩ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
( الروح) تعني اسم الملك و تعني شيئا آخر كذلك غيبي من أمر الله. يقول تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ(4)يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ(5)ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(6)الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِنْ طِينٍ(7)ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ(8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ(9). السجدة. فما معنى وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ؟ و لم يقل بروحه؟ وما معنى هذه الآية التي ذكر فيها المولى معجزة من معجزات رسوله عيسى عليه السلام، الذي يخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله تعالى. يقول سبحانه: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ ك
آحمد صبحي منصور
العادة فى فهم القرآن الكريم أن الآيات يفسر بعضها بعضا. ولا بد من وضع كل الآيات مع بعضها ليسلط بعضها الضوء على بعضها كى تنير لنا المعنى المراد بالكلمة القرآنية . وعليه فاذا اقتصرت على بعض آيات فقط لم تصل لكامل المعنى القرآنى للمصطلح القرآنى. أطلب منك أن تضع كل الآيات المتصلة بجبريل والروح ـ بضم الراء ) مع بعضها ستجد انه نفس المخلوق المميز بين الملائكة بكونه الروح وبمهامه الخاصة ومنها حمل الأمر الالهى (كن) المعبر عنه أحيانا بتدبير الأمر .أيضا لكى تفهم معنى كلمة خاصة من القرآن الكريم لا بد من مراجعة وفهم الكلمات والمدلولات القريبة منها أو حتى المناقضة لها.
وفى سورة السجدة فى مقدمتها حديث عن الأمر الالهى الذى يحدث ( خلال ) هذا العالم ثم يأتى ذكر الروح بعد ذلك. قارن هذا بما جاء فى أوائل سورة المعارج عن الروح والملائكة بعد (انتهاء) هذا العالم ومجىء القيامة واختلاف الزمن بين هنا وهناك. بالقيامة ( يقوم ) الروح والملائكة صفا بين يدى الرحمن ـ فقد انتهى دورهم ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) ( وأشرقت الأرض بنور ربها ) إن الله تعالى لا يأتى لهذا العالم وأنما يديره بالملائكة التى تقوم بمهام عديدة. وعندما يأتى الله تعالى يكون الحساب ويتم العرض أما ربك صفا. أو هو لقاء الله تعالى الذى أكثر القرآن الكريم من تنبيهنا له ولخطورته.
الموضوع طويل ويستلزم الحديث عن ليلة القدر والأوامر الالهية فيها فى هذه الدنيا وكل ذلك من وظائف حامل الأمر الالهى سواء كان الأمر الالهى هو ما ينبغى أن يكون ( أى الوحى الالهى والشرع الالهى الذى انتهى نزولا بالقرآن الكريم وهو الذى سنحاسب على اساسه يوم القيامة ) أو ما هو كائن ( وهو الحتميات الأربعة المكتوبة سلفا : الموت والولادة والرزق والمصائب وهى ما لن نحاسب عليها يوم القيامة ) ثم بعد انتهاء الاختبار يكون زوال العالم فتعرج الملائكة والروح الى الله تعالى فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة. كما جاء فى سورة المعارج. ويتم خلق ملائكة جديدة للعذاب كما جاء فى سورة التحريم.
لا بد من فهم الموضوع كله معا .. وهو متسع وخطير فهو قصتنا وقصة هذا الكون. وكل ذلك فى القرآن الكريم الذى نزل كتابا مكتوبا على قلب النبى محمد فى ليلة القدر فى شهر رمضان التى هى نفسها ليلة الاسراء والتى لا علاقة لها بشهر رجب أو بالمعراج أو بيت المقدس.
ونرجو أن يتسع لنا الوقت لنشر كل ذلك فى كتب قادمة .
اجمالي القراءات 12291