تضييع النعمة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢١ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أولا أود أن أشكرك يا دكتور على المجهود الذي تقوم به لإعلاء كلمة الحق و بيان دين الإسلام الحقيقي من دون الإفتراأت و الإفك في كتب التراث عاوز آخد رأيك في موضوع يخصني: أنا تونسي عندي 30 سنة أعزب،أعاني مشاكل نفسية من قلق و إكتئاب منذ 5 سنين و بروح دكتور و بيديني أدوية و مهدئات و كده يعني(بحاول أتكلم مصري) سبب مشاكلي النفسية أنا عارفها: هي البطالة يعني مش عارف أجد عمل يناسبني و بشوف صحابي عندهم فلوس و تزوجوا و انطلقوا و أنا زي منا من أيام الكلية،عايش عند أبوي لا شغل و لا مشغلة و مكتئب كمان ! و عشان أقدر أخفف من الضغط النفسي إلي عندي،بشوف أفلام إباحية و بعمل العادة السرية،مش مدة طويلة يعني مرة مرتين في اليوم،ماهو فاضي طول اليوم ! و بقرف أوي من نفسي بعد الفعل دا،م مش قادر أواضب على الصلاة عشان بحس إني منافق من 5 سنين بشتغل في مهمات يعني ما فيش شغل قار و مصدر رزق رسمي،و الفلوس إلي بحوشها ماشية للدكتور إلي بيعالجني و أدوية الإكتئاب و القلق يعني خلاصة القول حياتي زي الزفت،لا دنيا و لا آخرة إيه رأيك يا دكتور في الموضوع دا؟ هل ممكن إني أخرج مالحالة دي ؟
آحمد صبحي منصور

أنت مشكلة نفسك . لديك من النعم ما لا تقدرها ولا تحمد ربك جل وعلا عليها : منها الشباب ، الفراغ ، الصحة الجسدية ، والتعليم . أنت لم تستغل هذه النعم فى أن تشمّر عن ساعديك وتنهض لتعمل أى عمل ، فاى عمل مهما كان هو عمل  شريف طالما كان بالحلال . لا يهم أن تبدأ من الصفر , هذا أفضل من أن تضيع عمرك ووقتك وشبابك فيما يضر . المعوقون الشرفاء لا يرضون لأنفسهم أن يكونوا عالة على الغير . تخيل نفسك أعمى أو مشلولا عاجزا عن الحركة . ستفزع بلا شك من مجرد هذا التخيل . ولكنه تخيل ضرورى لتحمد ربك على النعم الذى أعطاكها ولم تستغلها .

 إنظر لنفسك فى المرآة وتأمل صحتك وشبابك ووقتك الذى تضيعه ثم  تندم عليه . أنت تنتحر ببطء . أنت القاتل وانت الضحية . ليس لك عذر على الاطلاق . لا تغضب من قسوتى عليك لأنها فى مصلحتك . لا بد أن تعمل أى عمل وبأى مرتب . إذا شعرت بالحرج من أن تعمل عملا لا يليق بك فى بلدك أو مدينتك إرحل الى بلدة أخرى ، وإعمل فى أى مهنة . إعتبر هذا العمل هو العلاج الذى تحتاجه . لو أنهكت جسدك فى العمل ولو شغلت نفسك فى عمل يستغرق وقتك لما تبقى لديك وقت أو جهد للإكتئاب أو الهبوط الى افعال تقرف منها .

 العمل .. العمل .. هذا هو العلاج ..عليك به ..  

اجمالي القراءات 4905