البحث فى القرآن

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١١ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما هي الآليات أو الوسائل التي تستعملها لتدبر القرآن واستخراج درره، هل العقل فقط؟ وهل ترفض الحديث جملة وتفصيلا؟ أم ترد ما يتعارض مع القرآن أو الحقائق العلمية الثابتة مثلا؟ هل تستأنس بمن سبقك من المفسرين؟ وإن كان الجواب بالإيجاب فعلى من تعتمد أكثر؟
آحمد صبحي منصور
بالنسبة للبحث فى القرآن العزيز فلا بد له من التأهل علميا وايمانيا .
التأهل ايمانيا بالاعتقاد الجازم بأنه القرآن وكفى فى مجال الاسلام وما يختص به عقيدة وشريعة. لا يمكن أن ينفع فى البحث القرآنى من يجعل بينه وبين القرآن حجابا من كلام ما يسمى بالتفسير وأحكام الفقه والنسخ والتاويل وسائر الهراء التراثى. لو دخلت على القرآن وقلبك ملىء بهذا التراث فلن ترى فى القرآن الا ما يزيدك ضلالا على ضلال.
التاهل ايمانيا لدراسة القرآن يعنى أن تكون مستعدا لتغيير كل حياتك وفكرك وعلاقاتك إذا تعارضت مع آية قرآنية واحدة. وأن تضحى بكل المتوارث من العقائد والأفكار والثوابت طالما تعارض آية واحدة فى القرآن.أى أن تقبل على القرآن تطلب الهداية بدون أى فكرة مسبقة ودون أى نية إلا معرفة ما يقوله رب العزة فى القرآن ونهمك الى أن تهتدى به وحده.وهذا يتطلب أن تسير خلف الايات المتعلقة بالموضوع كله ـ تسير خلفها أى دبرها أى تتدبرها متعقلا مهتديا بالقرآن نفسه. ولا بد أن تلتزم بمصطلحات القرآن نفسه ومفاهيمه هو . ولا بد أن تتفهم منهاجه فى التشريع والقصص ـ وليس ذلك بالعسير ، إذ لا يتطلب سوى التدبر والتعقل والتفكر والتبصر.
الاعداد العلمى يتطلب معرفة واسعة باللغة العربية وتاريخ المسلمين وتراثهم وثقافة عامة لا بد منها لأى باحث وكاتب لكى يكون مؤهلا للكتابة والبحث.
بدون الاعداد الايمانى يزداد الباحث بالقرىن ضلالا.( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا)
بدون الاعداد العلمى والثقافى يسىء القارىء للقرآن الفهم ، وقد
يدفعه فهمه الخاطىء الى التطرف والاتيان بنتائج مضحة ويبادر باعلانها متمسكا بها على أنها قرآن. وفى هذه الوهدة يسقط كثيرون ممن ينسبون أنفسهم الى ( القرآنيين) وكم عانينا منهم.
والله تعالى وحده ـ المستعان.
اجمالي القراءات 14566