سلمويه النصرانى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢١ - أغسطس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أنت تتهم الدولة العباسية بالتعصب مع ان التعصب كان فى كل الدنيا وقتها ، على الأقل كان فيه مسيحيين ويهود عايشين فى الدولة العباسية ،وكان مستحيل يكون فيه مسلمين عايشين فى اوربا وقتها . وحضرتك نسيت العلماء الغير مسلمين فى العصر العباسى ؟
آحمد صبحي منصور

أنا لم أنس يا بنى العزيز .

وأرجو أن تقرأ مقالا لى عن ( تسامح المسلمين ) ، ثم هناك كتابى المنشور على حلقات عن ( الحنبلية ـ أم الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ). وقد حمّلت الحنابلة مسئولية التعصب ، بعد تحالف الخليفة المتوكل معهم . وفيه ذكرت تسامح الخليفة العباسى المعتصم وتعامله الراقى مع طبيبه النصرانى سلمويه ، وقلت أن سلمويه  بن بنان  كان   نصرانيا متمسكا بدينه وقد عمل طبيبا للخليفة العباسي المعتصم ، وارتفع شأنه في خلافة المعتصم ، حتي أن الورقة التي تحمل توقيع سلمويه كان الأمراء والقواد لا يستطيعون مخالفتها . وقد أمر الخليفة المعتصم بتولية إبراهيم بن بنان شقيق سلمويه الإشراف علي خزائن الأموال للخلافة العباسية .

    وكان الخليفة المعتصم يقول عن طبيبه سلمويه : ( هذا عندي أكبر من قاضي القضاة لأن هذا يحكم في مالي وهذا يحكم في نفسي ونفسي أشرف من مالي.)

    وحين مرض سلمويه ذهب إليه المعتصم يزوره وبكي عنده وطلب مشورته .

ولما مات سلمويه امتنع المعتصم من أكل الطعام يوم موته وأمر أهل القصر بحضور جنازته وأن يصلوا عليه بالشمع والبخور وأن يرتدوا زى النصارى بالكامل فنفذوا أوامره وأشرف بنفسه عليهم وهو يشاهد جنازة سلمويه . ومات المعتصم بعد موت صديقه سلمويه بعشرين شهرا . وكان موت المعتصم سنة 227 هـ.  

أهلا بك ابنى العزيز قارئا لكل ما نكتب .

اجمالي القراءات 6193