عشان عائشة .!!

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٥ - مايو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الاستاذ صبحی منصور. سلام علیکم. عندی بعض انتقادات علی مقالکم حول الصحابة و ام المؤمنین عائشة رحمة الله علیهم اجمعین. اولا) کباحث و استاذ عملاق فی التاریخ، انتم تعلمون ان الاخبار یحتمل الکذب و الصدق. بالنسبة لحرب المرحوم عمر بن الخطاب، نحن لا نسیطر علی کل دقائق و وقائق هذا الحرب. فمثلا جاء فی بعض الروایات ان الآلاف من جیش الفرس انشقوا من الجیش الوطنی و انضموا الی جیش عمر. لماذا؟؟ و جاء فی مروج الذهب کانت افیال فی الجیش الایرانی و ایضا الاف من الفروس. فکیف انهزموا من الاعراب الذین کانوا اقل منهم عِدة و عُدة؟؟ الیس هذا مشکوک فی عقلکم النابع؟؟ هل یمکن ان هذا الحرب کان نوعا من ما یسمی الیوم مداخلة لاجل حقوق الانسان کما وقع فی لیبی من جانب الائتلاف الاروبی؟؟ جدیر بالکلام انا لست من اصحاب الاعتداء و اومن بان تشریع القتال جاء للدفاع ولا الاعتداء ولکن هذه السؤالات، موجودة عندی. ثانیا) اما بالنسبة حرب الجمل و ام المومنین عائشة، کثیر من السنیین معترفون بخطائها رحمة الله علیها. و لکن جاء فی نفس الروایات التی تستدلون بهم، ان عائشة ندمت و تابت من عمله. فربما یقبل الله تعالی توبتها و نحن نرجون ان یکون کذا لقوله تعالی: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(الحشر10) فما رایکم فی هذه الآیة؟؟ و ما رایکم عن توبة هؤلاء الناس؟؟ لماذا لایمکن ان تاب مثلا الزبیر کما جاء فی الروایات انه اعتزل من وقعة الجمل؟؟ ثالثا) مسئولیة حرب الجمل لیس تماما علی اعناق علی و عائشة و .. بل شخصیة الامام علی، شخصیة انیقة(انظروا موقفه عن الخوارج مثلا. و هم التکفیریون) و جاء فی بعض الروایات انهما(علی و عائشة) صلحا و لکن بعض الاوباش فی الطرفین شنوا الحرب فی نفس اللیلة الصلح. و اذا شن الحرب لایمکن وقفه بکلام علی او عائشة. رابعا) اما بالنسبة معاویة و عمروعاص انتم علی الحق، لانهما ـ طبق ما جاء فی الروایات العباسی ـ مائلان الی السلطة و حرّفا الشوری الی السلطة الوراثیة. فی النهایة انا اقول بکل احترام، لایستبعد ان حرّف و جعل کثیر من هذه الاخبار کما حرف و زیف کثیر من الاحادیث المنسوبة للنبی علیه السلام. ارجوا استجابتکم لانکم ـ مع وجود النبوغ العلمی ـ بشر و بشر یخطئ و یصیب. شکرا لحضرتکم.
آحمد صبحي منصور

أنا بالطبع أفهم حالتك النفسية ، والصدمة التى تشعر بها ، والتى تدفعك لمحاولات التبرير ولوى الحقائق وفرض الأمنيات على التاريخ ، بل وبعضهم يصل به الأمر الى إنكار هذا التاريخ أصلا حتى تبقى صورة الصحابة الآلهة راسخة نقية عنده بلا تشكيك فى الوهيتهم وعصمتهم ، وبعضهم يبلغ به الكفر الى درجة التشكيك فى القرآن قائلا إن الذين جمعوا القرآن هم الذين كتبوا السنة فلماذا ترفض الأحاديث وتستشهد بالتاريخ ، وقلنا كثيرا فى الرد عليهم بالفرق بين البحث القرآنى وحقائق القرآن المطلقة وهو القرآن المحفوظ من لدن الله جل وعلا   والبحث التاريخى وحقائق التاريخ النسبية . وبعضهم ـ مثلك ـ يستشهد بالآيات التى تتحدث عن السابقين الأولين والمتقين من الذين كانوا حول النبى ويراها تنطبق على صحابة الفتوحات الذين إرتدوا بهذه الفتوحات ـ وهذا خطأ جسيم وتجديف فى علم الغيوب ، فالله جل وعلا تحدث عن صفات لأناس مؤمنين سابقين فى الايمان والعمل بدون تحديد إسم ، فكيف ندخل فى الغيب الالهى ونقول انهم فلان وفلان. لنا أن نحكم بالواقع التاريخى الذى يسجل ما حدث من فتوحات وحروب اهلية ونقول انهم الذين ينطبق عليهم ما جاء عن المنافقين والعُصاة ممن عاش الى جانب النبى ثم تنكّب طريقه. أما المؤمنون الذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادامن الصحابة فأولئك لم يلتفت اليهم التاريخ وليس لنا بهم علم.

وبعضهم يتمنى توبة أولئك الصحابة بل ويقولها بالنيابة عنهم ، وهى روايات ساقطة بالبحث التاريخى لأنهم ظلوا على طريقهم سائرين الى الموت أو القتل . وبعضهم يرى أن الخلفاء ( الفاتحين ) فعلوا ذلك لانقاذ تلك الشعوب من الاستبداد ولنشر الاسلام بينهم ، وهذا كلام ساقط بائس ، لأنهم أولا : خالفوا الاسلام بالاعتداء الظالم وثانيا إن نشر الاسلام ليس بالحرب لأن الاسلام دين السلام والدعوة العقلية بالحكمة والموعظة الحسنة القرآنية ، وثالثا لأنهم قاتلوا فى سبيل المال والسيطرة والاحتلال ، لو كانوا يحاربون ـ فرضا ـ لنشر الاسلام وتحرير الشعوب فقد كان عليهم بعد هزيمة الطغاة ان يرجعوا الى جزيرتهم العربية بعد أداء تلك المهمة النبيلة. ولكنهم استعمروا واحتلوا وفرضوا الجزية على الشعوب واسترقوا ذريتهم وسبوا نساءهم ونهبوا اموالهم و جعلوهم مواطنين من الدرجة الدنيا ( موالى ) . وعاملوهم بأقسى مما عوملوا به من قبل.

أخيرا

دفاعك عنهم هو إنحياز لهم ضد رب العزة . هم أعداء لله جل وعلا ، هم الذين نشروا الكفر بالاسلام على انه الاسلام ، هم الذين تسببوا فى نشأة الديانات الأرضية للمحمديين، هم أصل كل البلاء الذى نعيش فيه حتى الآن ، هم أئمة داعش التى تعيد إنتاج فتوحاتهم .

أتق الله ..

اجمالي القراءات 9434