آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ١٣ - فبراير - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
للقرآن الكريم مصطلحاته ومفاهيمه الخاصة التى نتعرف عليها من خلال السياق القرآنى نفسه . بالنسبة لأهل الكتاب هناك مصطلحات خاصة بأنواعهم ، مثل الذين هادوا ، الذين أوتوا الكتاب ، بنو اسرائيل ، واليهود . والنصارى . ولكل منها دلالة معينة. اليهود هم الضالون المعتدون من بنى اسرائيل . وذكر رب العزة أن أهل الكتاب منهم المؤمنون ومنهم المقتصدون ( المعتدلون ) ومنهم الفاسقون ، كما ذكر بعض بنى اسرائيل بأنهم يهدون بالحق وبه يعدلون . أما مصطلح اليهود فهو عن الضالين المعتدين . هذا فى الاسلام ، أى القرآن .
أما فى تاريخ المسلمين وتراثهم فإن البداية ترجع الى عمر بن الخطاب الذى أجلى جميع أهل الكتاب من الجزيرة العربية . وبعدها إلتصق مصطلح ( اليهود ) بكل المنتمين الى بنى إسرائيل ، سواء كان مؤمنا صالحا أو مقتصدا معتدلا أو ضالا معتديا . أصبحوا جميعا لدينا ( يهود ).
المنتمون لبنى اسرائيل اليوم منهم فعلا أناس غاية فى الأخلاق الحميدة وعمل الخير ، وكل من عرفتهم فى أمريكا من ( اليهود ) بالتعبير الشائع هم أرقى الناس أخلاقا . طبعا هناك المتعصبون المعتدون الضالون ، وهناك من توسط .
اليهود الذين عاصروا نزول القرآن ووصفهم رب العزة بالضلال كانوا يجعلون عزيرا إبن الله ، وكانوا يتحالفون مع النصارى للإعتداء على المؤمنين ، وكانوا يسعون فى الأرض فسادا كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله جل وعلا . يوجد فى عصرنا من بنى اسرائيل هذه النوعية من المتشددين الصهاينة . كما أنه فى اسرائيل نفسها من نطلق عليهم يهود وهم ضد إقامة دولة اسرائيل ، وهناك منهم من يجاهد سلميا فى سبيل السلام .
ولقد كتبنا كثيرا فى التقسيمات الثلاثية لأتباع القرآن واهل الكتاب ( سابقون فى الايمان والعمل الصالح ، معتدلون مقتصدون ، و فاسقون ) تسرى التقسيمات الثلاثة علينا وعليهم .