آحمد صبحي منصور
في
الجمعة ١٧ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ــ مشكلتك ( أزلية ) أو قديمة يا سيدتى . تذكرنى بزوجة إعرابية فى العصر الجاهلى تصف زوجها الشاعر المشهور فتقول عن ( منامه الجنسى معها ) ما معناه : ( ثقيل الصدر خفيف العجز ، سريع الإراقة ثقيل الإفاقة )
2 ــ يقال إن معظم الخلافات الزوجية ـ فى المجتمعات الشرقية ـ ترجع لعوامل جنسية ، وربما يكون الأساس هو الثقافة الذكورية فى تلك المجتمعات ، والتى تحكم بختان الأنثى لتهدئتها جنسيا ، ولتكون مجرد وعاء يستمتع به الرجل دون مشاركة لها فى حق الاستمتاع . وربما تتوارث المرأة فى هذه المجتمعات نفس الفكرة فى أن من حق الرجل أن يستمتع بها دون أن يكون لها نفس الحق فى أن تستمتع به . وكلما إرتقت المرأة الشرقية فى الثقافة أحست بحقوقها المهضومة وأولها حق الاستمتاع الجنسى المشروع .
3 ــ قد تكون مشكلة الرجل فى أنه الطرف البادىء ( بالعدوان ) أو بالتحرش أو بطلب الجنس ، لأنه لا بد ان يفرغ مخزون خصيتيه ، ولأن التفكير الجنسى يراوده ، ويتحكم فى تصرفاته عندما يشعر بالجوع الجنسى . أما المرأة فهى تحتاج الى مثير جنسى بالنظرة واللمسة والكلمة . وهنا تبدا المفارقة بين ( زوج ) هائج ، وزوجة تحتاج الى تمهيد ومقدمات . والزوج الهائج لا وقت لديه ، يريد أن يسكب ما لديه ، ويستريح . هذا الزوج الهائج تنعدم الفوارق بينه وبين الحيوان . هنا يكون الأمر مجرد ( تلقيح جنسى ) لا علاقة له بالبشر.
4 ــ يقول جل وعلا : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (223) ) البقرة ). الزوجة هى تربة لانجاب الذرية ، والرجل هو الذى يزرع البذرة ، وهو الذى يملك ( ظاهريا ) زمام المبادرة . فى أى وقت شاء ، ولكن عليه فى المقابل أن يمهّد الأمر ، حتى تستعد الزوجة للقائه جنسيا ، بالكلام و الغرام وسائر المقدمات المعروفة ، حتى تكون إستجابتها له بنفس هياجه ، وعندها يكون خيرا وممتعا للإثنين هذا التقديم الجنسى للعملية الجنسية ، وهذا معنى قوله جل وعلا للرجال الأزواج : ( وقدموا لأنفسكم ) لأن المرأة إذا إرتوت جنسيا مثل إرتواء زوجها بالانزال ـ أسعدته عند اللقاء الجنسى ، وبعده أيضا . ولأنه أمر هام وخطير ولأنه حق من حقوق الزوجة ( أن تتمتع باللقاء الجنسى شأن زوجها ) فإن الله جل وعلا يربط هذا الأمر التشريعى ( وقدموا لأنفسكم ) بالمقصد التشريعى وهو التقوى ، وأن الزوج سيكون مساءلا عن حق زوجته الجنسىة يوم القيامة ، وان هذا ما يتمسك به المؤمنون : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ ).
5 ـ إستمتاعك الجنسى يا سيدتى حق شرعى لك ، ولا حرج فى طلبه . وعلي زوجك أن يفى لك بهذا الحق ، وواجب عليك تنبيهه لهذا ، وإذا كان يعانى من سرعة القذف فهناك وسائل علاجية ، وتدريبات ، بل ربما يكون التمهيد بالملاعبة والاسترخاء والكلام من وسائل العلاج .
6 ـ ثم هناك واجب عليك أيضا ، أن تهيئى نفسك له ، وأن تساعديه على التمهل ، وأن تتذكرى صفاته الطيبة لينشرح صدرك له قبل وأثناء العملية الجنسية .. وأشياء أخرى أنتنّ الأعرف بها .