المحراب

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٩ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
• فيما يخص كلمة المحراب, فشخصيا لا أريد أن أتسرع و أحكم على دلالتها بأنها تشير الى ذلك المكان. '''لسان الذي يلحدون اليه أعجمي, وهذا لسان عربي مبين" لسان القرآن لسان خاص, دلالة الكلمات موجودة في سياق الآيات. هذا ما أراه.فانظر ماذا ترى يا أستاذ.
آحمد صبحي منصور

1 ــ القرآن لسان عربى مبين ميسر للذكر ، ونعرف مفاهيم ألفاظه من داخله ، أما اللسان العربى فهو متغير مكانا وزمانا . وقد كتبنا فى هذا .

2 ــ والمحراب هو المكان المخصص للتعبد والصلاة  .أى يختلف عن  المسجد الذى هو للجميع ولذلك يقال أحيانا ( الجامع ) . أما المحراب فهو مكان للتعبد خاص بصاحبه .

3 ـ ليس المحراب فى المفهوم القرآنى ما نعرفه اليوم ( ناحية فى المسجد فى جهة القبلة  نصلى متوجهين اليها . ) ولكنه مكان قائم بذاته مخصص للصلاة والتعبد والاعتكاف  يكون خاصا بمن يملكه يصلى فيه معتكفا .

4 ـ فقد كانت العذراء مريم معتكفة فى محراب لها خاصا بها ، وكلما دخل عليها زكريا ( المحراب وجد عندها رزقا ) ، يقول جل وعلا : ( فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) آل عمران )

5 ـ فى نفس الوقت كان لزكريا محراب خاص يدعو فيه ربه جل وعلا ، وقد دعا ربه جل وعلا بدعاء خاص شديد الخصوصية يتمنى أن يرزقه الله جل وعلا بولد ، لأنه خاف الموالى والأتباع من بعده ، واستجاب الله جل وعلا دعاءه فنادته الملائكة وهو قائم يصلى فى المحراب : (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (39) آل عمران  ) . وبعد هذه البشرى خرج زكريا عليه السلام من المحراب  يشير الى قومه بالتسبيح : ( قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (11) مريم )

6 ـ وداود عليه السلام كان له محراب خاص له سور يعزله عن الناس حين يعكتف في هذا المحراب ، وقد تسور هذا السور أناس متخاصمون ففزع داود عليه السلام من دخولهم المفاجىء عليه وهو فى خلوته فى محرابه ، يقول جل وعلا :

( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) ص )

اجمالي القراءات 7714