أرذل العمر والتوبة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠١ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
اريد ان سألك عن معنى جملة ( لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) الواردة في الاية 5 من سورة الحج ؟ واريد مثالا عليها حتى افهمها لاني فهمتها بطريقة اخشى ان تكون خاطئة وهو ذلك الرجل الذي بلغ من العمر عتيا وكانت له فرصة ان يستمع الى الحق من الله عز وجل بشكل كامل ومقنع وواضح وضوح الشمس وله الخيار في اتباعة والفوز بالجنة أو اتباع ماوجد عليه آبائه والخسارة يوم الدين .. وجزيت عنا كل خير وزادك الله بالقران علما
آحمد صبحي منصور

عندما يبلغ الانسان ( ارذل العمر ) يصاب غالبا بفقدان جزئى أو كلى للذاكرة . ويصبح مختلفا عما كان عليه فى شبابه ، أى يضعف جسده و يصيب الوهن عظامه وتضعف ذاكرته بحيث يصبح لا يعلم من بعد علم شيئا .

مرحلة أرذل العمر يصل اليها بعض البشر من المعمرين ، أى هى مرحلة عمرية ، وهذا ما جاء فى قوله جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) الحج )، هى الطفولة ، ثم بلوغ الأشد ، ثم الضعف . وجاء هذا أيضا فى قوله جل وعلا (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) الروم )

الذى يتوب توبة متأخرة قبيل الموت أمره الى الله جل وعلا ، فقبول التوبة مرتبط بالمرحلة العمرية وعمل الصالحات وتصحيح العمل ليغطى العمل الصالح على العمل السيء السابق . وبهذا فللتوبة وعدمها حالات :

يقول جل وعلا :فيمن يتوب مبكرا فى شبابه( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)  ) النحل ) (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)  ) الأنعام ) (  إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17)  ) النساء ) الذى يتوب مبكرا تكون لديه الفرصة كبيرة فى العمل الصالح الذى يغطى على عمله السىء فيبدل الله جل وعلا سيئاته حسنات بتوبته الصادقة . (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70)  ) الفرقان )

ويقول جل وعلا فيمن يتوب بعدها فى منتصف العمر : (  وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105)) التوبة ) أى عليه أن يتصدق وعمل عملا صالحا فيما تبقى من حياته . ويقول فيمن يتوب متأخرا ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (106)   التوبة )

أما الذى يتوب عند الاختضار فلا توبة له ، يقول جل وعلا : (  وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18) النساء   )

اجمالي القراءات 22664