يوم يكشف عن ساق

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
(يوم يكشف عن ساق ويدعون الي السجود فلا يستطيعون * خاشعة ابصارهم ترهقهم ذله وقد كانو يدعون الي السجود وهم سالمون) الايات 42و43 من سورة القلم ما معني الآيات؟
آحمد صبحي منصور
ادعو الدكتور عثمان محمد على المتخصص فى البخارى و كتب الأحاديث أن يكتب موضوعا عما قيل فى الأحاديث عن ( يوم يكشف عن ساق )
وأقول :
الآيات الكريمة السابقة مما اختلف فيه التراثيون وكتب بعضهم فيها أحاديث كاذبة مضحكة ، وبعضها ينسب كشف الساق لله تعالى ـ أى ان الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا أى يكشف ساقه للناس يدعوهم للسجود فلا يستطيعون. ويجعلون هذا الهراء دينا لأنهم نسبوه حديثا للنبى محمد وهو الذى لا يعلم الغيب و لا يدرى ما سيحدث يوم القيامة.
ما نجتهد فى فهمه نحن ليس دينا ولكنها وجهة نظر كل منا يعبر بها عن ثقافته وحدود امكاناته العقلية والعلمية.
دعنا نتدبر فى الآية الكريمة بالمنهج القرآنى ـ أى فهم مصطلحات القرآن بالقرآن موضوعيا. مع ملاحظة أن حديث الله تعالى عن أحوال الآخرة تأتى لنا بطريقة تناسب مداركنا لأنها تتحدث عن يوم سيأتى ولم ندرك طبيعته بعد ، وحين ندركها سنكون فى خلق آخر و مستوى آخر من الكينونة و الادراك .
وبحسب مدركاتنا الحالية فى هذا العالم وطبقا لفهم القرآن بالقرآن وبقراءة موضوعية نبدأ بتجميع كل ما يخص كلمة ( الساق ) ومشتقاتها فى حديث القرآن الكريم عن الآخرة .. وهى كالآتى:
1 ـ (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) ( القلم 42 ـ)
2 (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ) ( القيامة 29 : 30 )
3 ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ) (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) ( الزمر 71 ـ 73 ـ )(وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ) ( مريم 86 )
4 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ) ( ق 20 ـ 21)
وبعد التجميع يبدأ التدبر:
ومن السياق القرآنى لمصطلح ( الساق ) نجده يعنى سير الناس يوم القيامة (مساقين )(على سيقانهم ) مجبرين لا حرية لديهم ولا إختيار،و كل نفس معها سائق وشهيد . فالكشف عن الساق كناية عن السير ـ الذى لا نعرف الان كيفيته ـ ولكن المفهوم لنا أننا نفقد فيه حرية الاختيار التى نتمتع بها الآن ، و نستخدمها فى المعصية و التكذيب بآيات الله تعالى. يمكننا الان أن نصلى ونركع ونسجدـ وهكذا يفعل المؤمنون فى صلاتهم. أما المكذبون فلا يسجدون ولا يصلون. ويتمنون أن يفعلوا ذلك يوم القيامة فلا يستطيعون ، ويقال لهم على سبيل الاستهزاء أن يسجدوا فيحاولون ولكن لا يستطيعون، عندها يتذكرون فى حسرة كيف كانوا فى الدنيا يدعون الى السجود فيرفضون.

اجمالي القراءات 25869