آل البيت

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٩ - مارس - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
منذ عامين تقريبا نشرت بحث (التأويل ) وتعرضت فيه لتأويل الشيعة لمعنى ( آل البيت ) وقلت إنه فى المصطلح القرآنى يدل على نساء النبىمحمد ، وقلت ان الشيعة حرفوا المعنى ليدل على السيدة فاطمة الزهراء وذريتها ،رضى الله تعالى عن الجميع. وكالعادة تأتى ردود وإساءات لا أحفل بالرد عليها. ولكن جاء رد من قارىء شيعى مثقف أرغمنى على الالتفات اليه والاهتمام به .حدث هذا فى موقع عرب تايمز,, وهو أول موقع نشر مقالاتى على الانترنت.وننقل الرسالة والرد عليها ، وأضيف الرد على الرد لاكتمال الفائدة.
آحمد صبحي منصور
From : firasttt77@yahoo.com
Sent : Tuesday, January 25, 2005 7:32 AM
To : arabtimesnewspaper@hotmail.com
Subject : رد على احمد منصور


الى الدكتور احمد منصور بخصوص مقاله الاخير عندما ذكر ال البيت قال انهم نساء النبي عليه السلام ونفى ان يكون علي كرم الله وجهه واولاده من ال البيت واستشهد بالآيات القرآنية من سورة النساء ( ملاحظة : هى سورة الأحزاب وليس النساء ) بان الله يخاطب بها نساء النبي عليه السلام فقط , وفعلا كان الخطاب كله بنون النسوة دليلا ان الخطاب موجه الى النساء فقط ولكن عندما ذكر الله الآية الكريمة انما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا اصبح الخطاب بميم الجمع دليلا على ان الخطاب موجه الى الرجال والنساء من ال البيت ولم يكن رجال من ال البيت الا علي كرم الله وجهه واولاده الحسن والحسين عليهم السلام ولو ان الآية موجهة الى نساء النبي لكان الخطاب استمر بنون النسوة كما الآيات التي سبقتها .
ارجو من عرب تايمز ان لا تغفل هذه الرسالة واذا لم تنشرها فلتوصلها الى الدكتور احمد منصور





Sent : Thursday, January 27, 2005 12:05 AM
To : arabtimesnewspaper@hotmail.com

أخى العزيز:
ليس من عادتى الرد على من يجادل لأنه يحرم الجدال فى آيات الله تعالى. ولقد رأيت فى رسالتك أنك لست من هذا الصنف ، لذا أقوم بالرد عليك شاكرا لك حسن الاهتمام .
أولا: اننا جمبعا امام القرآن الكريم تلاميذ نتعلم منه ويفيد بعضنا على بعض مما يتيسر له من فهم قرآنى . ويسعدنى الرد على كل استسفار وليس الجدال.الاستسفار هو للتعلم وطلب المزيد أو التصحيح. أما الجدال فيبدو واضحا ممن يتجاهل وضوح الآيات ويتجاهل ايضاوضوح ما يناقضها من الأحاديث الكاذبة ، ويبحث عن عبارة هنا أوهناك ليخرجها عن السياق كى يبرر بها ما يكتبه من سباب وتجريح .
الذين اعتادوا الأستماع الى خطبى وندواتى يحفظون عبارة دائما أكررها حتى اصبحت من اللزمات المشهورة عنى ، وهى " أقول وقد اكون مخطئا ..." وكثيرا ما كان بعضهم يعاتبنى على هذه اللازمة فى حديثى وكنت دائما اؤكد لهم تمسكى بها لأنها تشجع الاخرين على النقاش وسأكون من المستفيدين منه اكثر من غيرى فقد يصحح اخطائى أو قد يلهمنى ادلة اكثر وأعمق. وفى كل الأحوال فأنا باحث عن الحق والحقيقة، ومستعد لمراجعة اى خطأ قد اقع فيه، وأكون ممتنا لمن يتفضل على وينبهنى الى خطئى . اما السب والشتم والجدال فى آيات الله تعالى فلا شأن لى بأصحابه وموعدى معهم أمام الله تعالى يوم الحساب. وحتى يأتى هذا اليوم أرجو لهم ولى الهداية .

ثانيا: يعلم الله تعالى وكفى به عليما سميعا أننى اعجبت بردك حين قرأته وكنت على وشك أن اصحح رأيى تبعا لما قلت، ثم فتحت المقال وأعدت قراءة الفقرة المشار اليها ورجعت للقرآن العظيم أطلب المزيد من التعلم فى سياق الآيات المرتبطة بنفس الموضوع . وخلصت من ذلك اننى على صواب فيما ذهبت اليه. واليك الدليل:-

1- فى قصة دخول الملائكة على امرأة ابراهيم لتبشرها بالانجاب وهى عجوز عقيم قالت مندهشة:" ياويلتىءألد وانا عجوز وهذا بعلى شيخا؟ ان هذا أمر عجيب" فقالت لها الملائكة :"أتعجبين من أمر الله؟ رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت "."هود72- 73" لم يكن لديها اولاد ولم يكن حاضرا الا زوجها ابراهيم، وكان الخطاب موجها لها هى وحدها اذ كان ابراهيم وقت هذا الحوار ماخوذا مستغرقا مرتاعا خوفا على لوط الذى ستذهب نفس الملائكة لاهلاك قومه. لذلك تقول الآية التالية تؤكد انشغال ابراهيم عن الحوار الدائر بين الملائكة وزوجته "فلما ذهب عن ابراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا فى قوم لوط.""هود74" . اذن هو حوار بين الملائكة وزوجة ابراهيم خاطبوها فيه بصيغة المؤنث قائلين " اتعجبين .." ثم عاد الخطاب لها أيضا ولكن بما يعرف فى البلاغة العربية باسلوب الألتفات ـ اى التفت من اسلوب المخاطب الى اسلوب الغيبة ـ قائلين لها :" رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت " باستعمال صيغة التذكير "عليكم أهل البيت " لم بقل عليكى لأن المقصود وصفها هى باهل البيت وهو لفظ مذكر فجاء الحديث لها بالمذكر.

2-فى اللغة العربية العادية وفى مصطلحات القرآن أيضا يأتى لفظ الأهل ولفظ البيت ليدل على الزوجة حسب السياق، يقول تعالى لخاتم النبيين " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق : الأنفال5 " هذا عن خروجه من بيته ونسائه لغزوة بدر، وفى نفس الغزوة يقول :"واذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال.""آل عمران121" فالأهل هنا هم البيت هناك والمقصود نساء النبى.

3- الأهل بالذات تأتى فى القرآن كثيرا عن الزوجة طبقا للسياق : تكرر ذلك كثيرا فى قصة رجوع موسى لمصر ومعه زوجته، يقول تعالى عنه" فقال لأهله امكثواانى آنست نارا."طه10".." اذ قال موسىلأهله انى آنست نارا."النمل 7" ، وفى قصة رضاع موسى على صدر أمه الحقيقية قالت أخته لبيت الفرعون "هل أدلكم على اهل بيت يكفلونه لكم."القصص 12 " وفى قصة يوسف مع امرأة العزيز التى اتهمته بالفاحشة قائلة لزوجها :" ما جزاء من أراد بأهلك سوءا : يوسف25 " اهلك هنا يعنى زوجتك. حتى فى قصة ابراهيم السالفة مع الملائكة حين رآهم ظنهم ضيوفا فأسرع الى زوجته لتجهز لهم الطعام .يقول تعالى " فراغ الى أهله فجاء بعجل سمين." ."الذاريات26 ".
نكتفى بهذا لنقرر أن أهل البيت للنبى وغير النبى مقصود به الزوجة او الزوجات . واذا جرى التعبير فى السياق بالمذكر فذلك لأن التعبير نفسه مذكر. والله تعالى هو الهادى لمن يشاء الهداية من عباده.

وشكرا لك اخى العزيز فقد افدتنى علما بالرد عليك.
أحمد صبحى منصور

Sent : Thursday, January 27, 2005 3:54 PM
To : arabtimesnewspaper@hotmail.com
Subject : رد على الرد




الى الاخوة بعرب تايمز يرجى نشر ردي على الرد

الى الدكتور احمد منصور
شكرا لانك رددت علي بهذه الرسالة واسمح لي ان ارد ايضا عليها
فقد استشهدت بالآية الكريمة من سورة هود( قالت ياويلتي ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب ) فكان استغراب امرآة ابراهيم عليه السلام من شيئين الاول انها عجوز والثاني ان زوجها سيدنا ابراهيم عليه السلام شيخا كبيرا فجاءت الآية الكريمة التي تلتها جوابا على هذه الآية وردت على امرآة ابراهيم وعلى استغرابها , فعندما كان خطاب الملائكة رداً على امرآة ابراهيم كان الخطاب بنون النسوة (قالوا أتعجبين من أمر الله ) وعندما أصبح خطاب الملائكة رداً على الاستغراب أصبح بميم الجمع لان استغراب امرآة ابراهيم كان من حالها وحال زوجها فجاء الرد لحالها وحال زوجها بعبارة رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت لذلك جاءت ميم الجمع هنا في هذا الموضع لان المعني بالرحمة امرآة ابراهيم العجوز وسيدنا ابراهيم الشيخ الكبير اما عن الاهل فالاولاد من الاهل ايضا وليس فقط النساء كما ذكرت وكما ذكر سيدنا نوح عيه السلام (ونادى نوح ربه فقال رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين) هود 44

لذلك اهل بيت رسول الله ليس نساءه فقط وانما الرجال والنساء من اهل البيت ولم يكن رجال الا علي كرم الله وجهه واولاده الحسن والحسين عليهم السلام .)
وهنا الرد على رده:

أخى العزيز
أنصحك بمراجعة ما ذكرته عن فهمك لقوله تعالى ( قالت ياويلتي ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب ) . وراجع ما سبق لى قوله فى نفس الموضوع وتأمل الأمر بروية لتتعرف على القول الفصل.
أما أستشهادك بقوله تعالى (ونادى نوح ربه فقال رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين) هود 45) فليس فى محله هنا على الاطلاق.
لقد لام الله تعالى رسوله نوحا حين قال هذا الكلام وأنّبه قائلا (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ).أى إنه صحيح إبنه من حيث الدم ولكنه ليس من أهله. ولا يستحق أن يكون من الناجين. ولهذا تاب نوح عليه السلام واعترف بخطئه ، تقول الاية التالية :(قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ).
يبقى أن الأصل فى الموضوع هو الاتى:
1 ـ أن السياق القرآنى فى قوله تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) هو الخطاب الالهى لنساء النبى محمد عليه السلام قبل هذه الآية الكريمة و بعدها. ولا يصح أن يتعدى هذا الى خارج السياق إلا بوجود دليل إضافى من القرآن الكريم. خصوصا وان هناك جانبا من القرآن نزل فى هذه السورة تشريعا يخص أزواج النبى ومنها ما يجعلهن أمهات المؤمنين ، ولا يستطيع أحد من الفقهاء أن يجعل هذه الأحكام التشريعية الخاصة بامهات المؤمنين تنطبق على إبنته فاطمة ، رضى الله تعالى عن الجميع ...
2 ـ بل إن الأدلة الاضافية فى القصص القرآنى و فى حديث القرآن الكريم عن النبى يجعل معنى (اهل البيت ) للنبى محمد والنبى ابراهيم عليهما السلام ينصرف الى الزوجة و ليس البنت.
3 ـ وحتى لو كان معنى أهل البيت يضم الابن الذى يعيش فى البيت فان محمدا عليه السلام لم يعش له ولد. وأخبر بذلك رب العزة مقدما فقال (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ) ( الأحزاب 40 ) ولم تعش السيدة فاطمة الزهراء ـ رضى الله تعالى عنها ـ فى بيت أبيها إلا عندما كانت فتاة صغيرة. وما لبث أن تزوجت وعاشت فى بيتها مع زوجها وأبنيها وبناتها. وحين نزلت آيات سورة الأحزاب تخاطب نساء النبى محمد عليه السلام لم يكن فى بيته سوى أزواجه فقط .
4 ـ وفى كل الأحوال فليس فى الاسلام تقديس لشخص، حتى لو كان نبيا مرسلا.
التقديس هو للوحى الالهى ، وهو يعنى طاعة الوحى الالهى وتنفيذه .
جعلنا الله تعالى من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


اجمالي القراءات 17850