نص السؤال
( قنت ) ( يقنت ) ( فانت ) تعنى الآتى قرآنيا :
1 ـ الخشوع فى الصلاة كقوله جل وعلا : ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) البقرة ) والخشوع فى العبادة وقراءة القرآن وقيام الليل كقوله جل وعلا : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9) الزمر )
2 ـ وبهذا تأتى ضمن صفات الايمان الحق والتقوى ، والمؤمنين المتقين عموما ، كقوله جل وعلا : ( الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17) آل عمران ) و كقوله جل وعلا : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (35) الاحزاب )
3 ـ كما تأتى صفة لبعض المؤمنين الذين ماتوا وتحددت درجتهم ، كقوله جل وعلا فى ابراهيم عليه السلام : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) النحل ) و كقوله جل وعلا فى مريم عليها السلام : ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ (12) التحريم )
4 ـ وهذا القنوت يكون إختياريا ، أى أن كل فرد من البشر له الحرية فى الطاعة أو المعصية ، وهناك من يختار أن يعبد الله جل وعلا قانتا خاشعا متقيا ، وهناك من يختار لنفسه الضلال والعصيان . وهذا العاصى تختار نفسه العصيان ولكن يظل جسده تحت سيطرة الرحمن ، ينبض قلبه و يقوم جسده بالوظائف الحيوية بأوامر الله جل وعلا ، أى يظل جسده خاضعا لأوامر الرحمن الى أن يموت ، وكذلك الجمادات والأجرام السماوية التى تسير بأوامر الله جل وعلا . وبالتالى فإن المخلوقات نوعان : نوع يختار بنفسه الهداية طوعا ويُسلم أى ينقاد لله جل وعلا طوعا ويعبده قانتا بإختيار ، ويكون جسده أيضا مخلوقا على الطاعة أى أسلم جسده لله جل وعلا ( كرها ) بحسب أنه ليس للجسد إختيار . وهناك مخلوقات تقنت وتخضع وتُسلم لله كرها ، مثل جسد الكافر وسائر الجمادات ، وبهذا يكون الجميع قانتين لله جل وعلا بالاختيار طوعا أو كرها يقول جل وعلا : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) البقرة ) ( وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) الروم ) وهو نفس المعنى فى قوله جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران )
ملاحظة
الأسئلة التى سبقت الاجابة عليها أو جاءت الاجابة عليها فى مؤلفاتنا لا نرد عليها . وبالتالى فمن لم يجد إجابة على سؤاله عليه أن يعرف أنه سبقت الاجابة عليه .